كتب عنه صحافي مغربي قائلاً: «هناك أربع شخصيات سودانية لها حضور لافت في المشهد الثقافي والسياسي والإعلامي بالمغرب: الروائي الراحل الطيب صالح صاحب «موسم الهجرة إلى الشمال» و «ودمة ود حامد»، والدكتور عبد الله الطيب والدكتور حسن الترابي، والإعلامي طلحة جبريل صاحب مقولة «الاستثمار في البشر بدلاً من الاستثمار في الحجر». وهذا ما لم يتجاوز ذكره الأستاذ طلحة جبريل رئيس مكتب صحيفة «الشرق الأوسط» بالمغرب حين حاضرنا الأسبوع الماضي في مقر صحيفة «الإنتباهة» قرابة الساعة والنصف الساعة عن كتابة التقرير الإخباري، وأفاد وأمتع جزاه الله خيراً.. كيف لا وهو كاتب وصحافي قدير، وفوق ذلك صاحب تجربة وخبرة عمل خارجية أضافت له وأثرت حضوره وعلمه.. وعن الاستثمار في البشر بدلاً من الاستثمار في الحجر أخبرنا أنه لا يملك شبراً في أي مكان في العالم ولا ينوي ذلك، وأن المسألة مبدأ، وأن رسالته هي أن يفعل ما يفعله من تعليم وتدريب وإفادة بتجربته وخبرته. وحقيقة أن أعظم ما يكتشف قدرات الإنسان وطاقاته هو التدريب، فهو يطوِّر المقدرة الوظيفية ويجعل الإنتاج متميزاً ومتطوراً على الدوام، الأمر الذي يظهر ويؤثر على مستقبل البلاد كافة، وهذا شيء لا أظنه يخفى على مسؤول أو صاحب عمل وإنتاج، ولكن قليلين من ينتهجون ذلك وبجدية ويبالون بتكلفته!! وعليه فإن نشر ثقافة التدريب في المجتمع تعود علينا بالفائدة، لنخرج من الملل والجمود والروتين في العمل، ونتخلص إلى الأبد من سلبيات الخدمة.. والتدريب لا يقتصر حتماً على المؤسسات الحكومية والخاصة، بل يشمل كل شرائح المجتمع.. تدريب على كيفية التعامل مع طوارئ الحياة وحوادثها والمصائب التي نُبتلى بها.. تدريب الطلاب على كيفية طلب العلم ودرسه.. تدريب خطباء المساجد على الأداء الجيد والإعداد الجيد للخطبة، وأن يستفاد من هذا المنبر بالشكل الذي يتناسب مع دوره. ونتمنى ألا تألو مؤسساتنا جهداً في الاستفادة من فرص التدريب والاستعانة بالمدربين الأكفاء.. وحواء والدة.. وكوادرنا موجودة في الداخل والخارج، ونحن إذا كنا نصرف المال فلم لا نصرفه على تطوير البشر.. ونتساءل أين طاقاتنا في الداخل؟ ولماذا لا نعرف قيمة «ناسنا» إلا بعد أن يقدمها لنا الغير أو يكتشفها؟ فهل الإشكالية ضعف نظر وعدم تقدير يوديان بهؤلاء إلى النزوح؟ أم نحن طاقات خام يفجرها الآخرون بالفرص والإمكانات والثقة أم ماذا؟!