{ اليوم ينطلق قطار بطولة كأس الأمم الثامنة والعشرين بغينيا الاستوائية والجابون في تنظيم مشترك للمرة الثانية للبطولة، وسط غياب ملفت للمنتخبات الكبيرة مصر ونيجيريا والكاميرون وجنوب إفريقيا.وفي غياب هذه المنتخبات الأربعة تبرز منتخبات أخرى مرشحة بقوة للمنافسة على اللقب في نسخته الجديدة، أبرزها منتخبات غانا، وكوت ديفوار، والسنغال.{ يخوض صقور الجديان البطولة بطموح كبير رغم الصعوبة التي سيواجهونها أمام أفيال ساحل العاج بقيادة ديديه دروقبا وكالو وجيرفينيو ويايا توريه صاحب لقب أفضل لاعب إفريقي للعام الماضي 2011م الذي يعطى الأفيال دفعة معنوية كبيرة في هذا المونديال الإفريقي، وهم يسعون لكسب لقب المونديال الأفريقي الحالي. { ألقاب المنتخبات الإفريقية المشاركة الصقور والنسور والظباء والأفيال والأسود والنمور وغيرها «ألقاب بالجملة» تحمل في معناها مدلولات قوية، وهي ترمز لحيوانات الغابة التي تشتهر بها القارة السمراء دون غيرها من قارات العالم. { نأمل أن يستمتع الجميع بهذا العرس الإفريقي الذي يجمع نجوم القارة في الدوريات الأوروبية، وهي فرصة لكي يستعرض هؤلاء النجوم فنياتهم التي اكتسبوها من خلال مشاركتهم في هذه الدوريات. { الطريف أن كل المنتخبات ال «16» المشاركة تحظى بألقاب خاصة اشتهرت بها، ويكفي أن نقول صقور الجديان بدلاً من المنتخب السوداني، وأسود الأطلسى بدلا من المغربي، ونسور قرطاج بدلاً من التونسي، والفيلة بدلا من منتخب ساحل العاج والنجوم السوداء بدلاً من منتخب غانا والنسور بدلاً من المنتخب المالى، والمحاربون بدلاً من منتخب ناميبيا، والطلقات النارية بدلاً من منتخب زامبيا والسيلي الوطني بدلا من الغيني والسناجب بدلا من منتخب السنغال. { في أوروبا تقتصر التسميات وألقاب المنتخبات على كل ما له علاقة باسم الفريق الوطني، وهي تسميات لا تحمل دلالات قوية كما هو الحال عند المنتخبات الإفريقية، ولأن لعبة كرة القدم «المستديرة المجنونة» لعبة تحمل في طياتها رموز الشجاعة والقوة والاندفاع والسرعة، كان لا بد أن تحمل الألقاب والتسميات مثل هذه المعاني، فالشعارات التحفيزية لا بد أن تطابق التسميات وألقاب المنتخبات في عرف الجماهير التي غالباً ما تقيم الاحتفاليات في الملاعب وتفخر برمز فريقها الذي يجب أن يحاكي الذي له القوة والشجاعة. { أسماء الحيوانات لها دلالات وتعابير كثيرة عن القوة والشجاعة والانتقام وعدم الاستسلام، لذلك اختارت بعض الدول أسماء الحيوانات الوازنة والكاسحة عنواناً للقوة والشجاعة، ويقول رانييل بولى إن المنتخبات غالباً ما تختار الحيوانات التي تملك الشجاعة وتحظى بالاحترام، وبالتالي فالاختيار لا يقع بمحض الصدفة، لأن الفوز والنصر لا يتحقق باللطف. وتبقى الأسود والنمور والصقور والنسور هي أكثر الألقاب والتسميات التي تحظى بالاحترام، والتسميات هذه أصبحت تقليداً راسخاً وعرفاً في كرة القدم تلوكه ألسنة الجماهير ويهتف به المعلقون ويخطه الصحافيون. { عالم المستديرة ليست له حدود فهو بخيال واسع يفوق الواقع، عبر القوة التي تمنح تأشيرة الفوز للصقور على الأفيال والنسور على التماسيح والسناجب على المحاربين.. وهذا هو عالم الكرة الغريب.