لم تهنأ الخرطوموجوبا بالاتفاق المبدئي بينهما على المبادئ الاساسية بمحور النفط مثار الخلاف بين الدولتين ابان الجلسة الثالثة للتفاوض الخميس الماضي في خطوة القت بظلال الرضا عند الطرفين لاعتبارات انها مفتاح لباب الخلاف الدائم فيما يحيط بالقضايا العالقة، واطل في الوقت نفسه عنوان الانهيار ليفرض نفسه بقوة على سير العملية التفاوضية التي انطلقت قبل «4» ايام بين الخرطوموجوبا ليستبق مجلس وزراء حكومة جنوب السودان مراحل التفاوض صبرًا ناحية نهايتها ويؤجل خطوة التوافق ويوافق مسرعًا بالاجماع على ايقاف مرور تصدير النفط عبر الاراضي السودانية، على الورق تجري المباحثات بين الجانبين بالعاصمة الاثيوبية بخطوط مريبة وغير مبررة من جانب وفد جوبا حسبما ترى مصادر قريبة للغاية من ملف المباحثات، وعلى المقابل تضع الخرطوم نقاطًا واضحة اجملها الوفد الحكومي في بيان اوضح فيه ان الخرطوم وكرد فعل على تعنت الحركة الشعبية ورفضها الوصول لاتفاق حول نقل نفط جوبا عبر اراضي ومنشآت السودان قررت نيل مستحقاتها عينًا من البترول بدءًا من تاريخ 1/12/ 2011 وبعد ان اخطرت جميع الاطراف بما فيها وزارة النفط بجنوب السودان مما يفند اتهامات وفد جوبا بقيادة باقان اموم غير المؤسسة ويقول الوفد الحكومي في بيانه ان جوبا رفضت التوقيع على اتفاق طرحته لجنة الوساطة الافريقية وتساءل الوفد عن مدى جدية وفد جوبا وحكومته في التواضع على اتفاق ونيته في الوصول اليه، ووفق حديث الوفد الحكومي في بيانه تكشف مصادر قريبة من ملف المباحثات بالعاصمة الاثيوبية ل «الانتباهة» ان رئيس الوفد باقان اموم لم يحضر جلسة من ضمن «5» عقدت بين اللجان ولم يكلف نفسه بالحضور رغمًا عن وجوده باديس ابابا قبل يومين من موعد انطلاق المباحثات، وتوضح المصادر ان وفد جوبا ظل يكيل الفاظًا لغوية افترائية وغريبة مثل «سُرقنا» وتمت القرصنة على نفطنا مما اثار تعجب الوساطة الافريقية عالية المستوى ووفد حكومة السودان، وتشير المصادر الى ان وفد جوبا ابدى تعنتًا واضحًا حيال النقاش الذي ابتدرته اللجان ولم يبدِ روحًا طيبة للتفاوض والانتقال لمراحل توافقية افضل، وفي اول رد فعل دولي على قرار جوبا بايقاف تدفق النفط قال السفير الصيني لوه شباو فوانغ للزميلة «الرأي العام» امس انهم لم يتلقوا قرارًا بذلك من جوبا واضاف «اذا حدث مثل هدا الامر فانه قرار احادي لم تتم مشاروة الشركات فيه مشيرًا الى الاضرار التي قد تعود على جميع الاطراف خاصة حكومة جوبا، فيما اتفق وزير الدولة بالنفط اسحق بشير مع السفير الصيني بان كافة الاطراف ستتضرر من ايقاف تدفق النفط عبر الأراضي السوادنية ويبين ان الخطوة مخالفة لاتفاقيات قسمة الانتاج الموقعة مع الشركات وينوهبأن اتفاق نيفاشا امن في حالة الانفصال على عدم اتخاد اي طرف قرارًا احاديًا يتضرر منه شركاء صناعة النفط. «الموقف غير مفيد ويكشف عن نوايا «صبيانية» مازالت تدير العقلية الحاكمة في جوبا وكلها امور عبثية من باقان»، عبارة زين بها المحلل السياسي د- ديفيد شان حديثه ل«الانتباهة» عبر الهاتف امس من جوبا، ويعتقد ان الحديث عن انهيار التفاوض بين الخرطوموجوبا يتحمل تبعاته وزير السلام ورئيس ملف التفاوض بجوبا لاسباب يرى انها صبيانية وشأنًا عبثيًا وانتقاميًا لا يهم شعب جنوب السودان في شيء، ويضيف شان «لاتعليق لديّ اكثر من ان باقان يقود التباحث بصبيانية وعبثية قاتلة لشعب الجنوب» ويردف: «ما تريد سماعه مني لن يفيد واسأل الشعب كيف يستقبل الاخبار المحبطة من اديس ابابا من هؤلاء»، ويبين ان جوبا في اشد الحاجة لمعالجة الامر من الخرطوم لاعتماد الدولة على النفط كأساس للحياة ويقول «كل مليم يدخل لدولة جنوب السودان نناله من البترول وهو الحياة لنا» لكن باقان والحديث للمحلل شان يقود العملية ب«روح العصابة » وفق حديثه، وغير ذلك ما يقدمه مجلس وزراء يجب عليه الوعي بمصلحة شعبه، وينوه شان بأن موازنة الجنوب تختلل حوالى 1,3 مليار دولار تمثل قيمة العجز ويضيف: «موازنة يقدر عجزها بمليار و300 مليون دولار وهم يناكفون في الخرطوم». وفي سياق ذلك تؤكد مصادر متطابقة في جوبا ان الحركة الشعبية ارتأت المضي قدمًا ناحية تصعيد الامر واقصاء التفاوض المباشر مع الخرطوم بوساطة افريقية ووضع الامر برمته بمجلس الامن لضمان فرض ضغوط عنيفة على الخرطوم بقيادة اصدقاء الحركة الغربيين، وتبدأ المناورة وفق ما نقل مصدر مقرب من الحركة باعلان فشل المباحثات الأخيرة بين الخرطوموجوبا واعلان رفض جوبا للوساطة الافريقية والمطالبة بتحكيم دولي لحل قضية مرور النفط عبر الاراضي السودانية بمصاريف زهيدة غير طائلة، لكن ما يقف حائلاً دون انجاح مخطط الحركة الشعبية البيان الذي اصدرته وزارة الخارجية امس الاول «الجمعة» وقالت إن من حق جوبا ان تفعل ما تشاء بنفطها وسط جزمها الاكيد والمتصل بان الخرطوم تاخذ حقها عينًا ولن تتوقف عن ذلك طالما لديها متأخرات وحقوق ورسوم عبور.