المعاناة التي تلبست مزارع الولاية الشمالية حينًا من الدهر وهو يكتوي بنارين أولاهما ارتفاع تكلفة المدخلات الزراعية وهو الممسك بتلابيب الزراعة باعتبارها مهنته الأساسية والتي توارثها أبًا عن جد إضافة إلى ضعف برامج التسويق في كثير من الأحيان مع المقارنة بما يدفعه من أموال طائلة في عملية الإعداد لزراعته جعلت من الزراعة مهنة طاردة في العديد من المواقع في الحقبة الماضية غير أن دخول الكهرباء من سد مروي للولاية الشمالية في العام «2008م» أنعش آمال المزارعين مجددًا، وبالرغم من أن عددًا من المواقع لم تصلها الكهرباء وعدد من المناطق وصلتها الكهرباء ولكنها ما زالت «تكابد» من أجل توفير الأموال الضخمة لعملية توصيل المشروعات بالكهرباء إلا أن عددًا من تلك المواقع اجتازت بنجاح هذه المرحلة وبمجهودات تظل تضامنية مع العديد من الجهات، إلى ذلك ووسط موجة من الارتياح التي عمّت شريحة كبيرة من المزارعين بعدد من المشروعات الزراعية بوحدة «شرق النيل» التابعة لمحلية دنقلا دشن والي الشمالية فتحي خليل «كهربة» المشروعات الزراعية للمشروعات المتوسطة والتي جاءت متزامنة مع عدد من البرامج ضمنتها محلية دنقلا في الاحتفال الذي سمته «الاحتفال بأعياد الاستقلال بافتتاح عدد من المنشآت الحيوية» حيث شملت هذه البرامج عدة مجالات، ففي الجانب الزراعي كانت «كهربة» المشروعات حاضرة فإلى جانب تلك المشروعات ضم البرنامج افتتاح كهربة مشروعات «مكجور ارتدي الخناق الصحابة كابتود الجزيرة الصفراء خور أرقو» وفي المجال الاجتماعي شمل البرنامج «توزيع خطة سكنية لشباب دنقلا، وتنفيذ الزواج الجماعي»، وفي المجال الدعوي شمل البرنامج افتتاح عدد من المراكز الدعوية لجامعه القرآن الكريم بعدد من المناطق والتي شملت مناطق «مجرب السير الخناق أقدي مراغة» بينما شمل جانب المنشآت «بداية التنجيل لكل من إستادي الكرة بالسير والحفير، إضافة إلى وضع حجر أساس للميناء البري والحديقة النوبية والمسطح المائي، إضافة إلى تدشين مباني وحدة دنقلا الإدارية» بينما شمل المجال التعليمي إعادة تأهيل عدد من المدرس والفصول الدراسية والتي شملت مدارس «الحفير بنات ارتدي أسماء بنات دنقلا الأهلية القعب»، وفي المجال الخدمي شمل البرنامج افتتاح عدد من محطات المياه التي شملت «مياه الحفير كوبان مياه مربع 12 بنا العقبة محطة التوليد القديمة الكوة أقدي الخوي التيتي القعب» إضافة إلى افتتاح عدد من دُور العبادة بالمحلية والمراكز الصحية وإحياء عدد من الليالي الثقافية بالأندية ومراكز الشباب وغيرها من البرامج. والي الشمالية أوضح أن الاستقلال الحقيقي يتمثل في ترقية برامج الإنتاج مشيرًا إلى أن هذه البرامج جاءت بتضافر جهود العديد من الجهات مثمنًا دور مجالس الإدارت بالمشروعات الزراعية ودورالمحلية ومجلس الوزراء، كما أثنى على مُزارع الشمالية الذي وصفه بالمتحمس للقيام بدوره مطالبًا الجهات ذات الصلة بتوفير الفسائل الجيدة فيما يتعلق بالزراعة البستانية مؤكدًا أن المرحلة القادمة ستشهد توفير المياه في خور أرقو لأن من واجب الحكومة تسهيل عملية الإنتاج، ويرى وزير الزراعة البروف عبد الفتاح عبد الله أن المرحلة القادمة هي مرحلة تحويل العمل الزراعي إلى زراعة اقتصادية مشيرًا إلى أن كهربة المشروعات تقلل تكلفة الإنتاج إلى السدس وأضاف: «ليس هناك أدنى سبب بعد اليوم لأن تكون الأراضي الزراعية مليئة بالعشر والحلفا كما هو ملاحظ» بينما فسر وزير الشؤون الاجتماعية ميرغني عثمان الآية التي تقول «ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض» بقوله إنها لا تعني الإيمان والتقوى ثم الانتظار بينما المقصود السعي والحركة مع الإيمان.. غير أن الجانب الدرامي في حديثه جاء عندما قال «بما أن والي الولاية فتحي ووزير الزراعة عبد الفتاح ومعتمد المحلية الفاتح فإننا نستبشر بأن الفتح قادم لا محالة»، بينما يرى معتمد محلية دنقلا الدكتور عبد الفتاح حسين أن هذا اليوم يعتبر يوم شكر وحمد لله الذي وهب هذه النعم مشيرًا إلى أن هذا العمل تم بتضافر جميع الجهود موضحًا أن هذا الإنجاز هو بمثابة بيان بالعمل لإنزال الخطط على أرض الواقع وأضاف: «إن هذه المناطق كانت في السابق تزرع فيها جميع أنواع الفواكه ونريد أن نعيدها إلى سابق عهدها». إلى ذلك فقد تفقد والي الشمالية عددًا من المواقع بشرق النيل شملت إستاد السير ونادي كلتوس الرياضي حيث تبرّع بمبلغ عشرة ملايين لمصلحة النادي بينما تبرّع رئيس المجلس التشريعي بمبلغ خمسة ملايين وتبرع معتمد دنقلا بمبلغ خمسة ملايين أخرى للنادي، كما قدم معتمد دنقلا بعض المعينات الدعوية لخلاوي مجرب والسير بلغت في مجملها مائتي مصحف.. عدد من شريحة المزارعين والذين استطلعتهم «الإنتباهة» في موقع الحدث بعد تدشين كهربة المشروعات الزراعية أبدوا ارتياحهم الشديد لدخول هذه الخدمة لمشروعاتهم والتي انتظروها كثيرًا حيث جددوا العزم على خوض معارك جميع المواسم الزراعية خاصة الموسم الصيفي الذي كان غائبًا في بعض المشروعات نتيجة التكلفة العالية للتشغيل بالجازولين كما قطعوا العهد بمواصلة زيادة الإنتاج للمساهمة في برامج الأمن الغذائي والمخزون الإستراتيجي من الولاية الشمالية.