بعد المؤتمر الصحفي الذي عُقد بفندق شيراتون لتوضيح موقف التفاوض بين وفدي السودان وجنوب السودان حول القضايا العالقة خاصة البترول تجاذبنا أطراف الحديث مع رئيس وفد التفاوض مدير بنك السودان السابق الدكتور صابر محمد الحسن والتقطت لنا كاميرا الزميل محمد شريف من «الزميلة» الصحافة هذه الصورة. «شارع بيتنا» في النادي السوداني قابلنا الأمين العام للجالية السودانية ضرار مهدي الذي حدثنا عن قوانين إثيوبيا ومناخها الاقتصادي والسياسي المشجع على الاستثمار إضافة للتميز الكبير الذي حدث في العلاقات الإثيوبية السودانية كما حدّثنا عن زيادة حجم الجالية في السنوات العشر الماضية ولكنه لا يملك إحصاء دقيقًا لعددها ولكن الآن كوِّنت لجنة لحصر الجالية وتسجيل العضوية وقال إن الجالية نفسها تعتبر سفارة شعبية للسودان مكملة للعمل الدبلوماسي، فهناك التجمع النسائي الذي يناقش هموم الوطن بعمل حلقات وبرامج تحفيظ قرآن والمشاركة في المعارض وهناك معرض ثابت اسمه البازار يضم كل البعثات الدبلوماسية والسفارات والجاليات في إثيوبيا ومن خلال هذا البازار تعكس الجالية العادات والموروثات والوجبات السودانية وتشارك في كل المناسبات القومية والسياسية التي تخص السودانيين حتى «السمايات» إضافة للتواصل بين شعبَي البلدين. المطعم السوداني.. «لو وشوش صوت الريح في الباب» أول مايفكر فيه الزائر لأديس زيارة المطعم السوداني بمنطقة «ولي سفر» الأكثر شهرة من السفارة الرسمية نفسها ولم يكن وفدنا استثناء فذهبنا وهناك حدثنا مديره الخليفة قمر من أبناء الجديد الثورة عن سمعة المطعم الممتازة حتى بين دبلوماسيي الدول الأخرى ومن بينهم سفراء ووزراء يحبون الأكلات البلدية خاصة «البامية المفروكة والقراصة بالدمعة وأشهر زبائن المطعم بعثة الاتحاد الإفريقي حتى إننا وجدنا المطعم متوقفًا عن العمل استعدادًا للرحيل لموقع فخم خمسة ب «ولي أطلس» نجوم ليتناسب مع أوضاع المسؤولين الذين يزورونه ومن الفنانبين الذين زاروه قريبًا نزار المهندس وعبد الكريم أبو طالب والفريق القومي بقيادة مازدا وإسماعيل عسكروا فيه لتسعة أيام وعندما سألناه هل زاركم الرئيس البشير قال: «أعفوني من الإجابة».. ورغم أن المطعم متوقف عن العمل إلا أن صاحب المطعم العم موسى وابنه مصعب لم يقصرا في إكرامنا، وقال لنا العم موسى: «ياريت لو لقيتو المطعم شغال كنا احتفلنا بيكم».. وهناك قابلنا شبابًا ما إن يسمعون بوصول سودانيين لأديس حتى يهرعوا للمطعم السوداني ويتسابقوا لاستضافتهم وإكرامهم منهم رجل الأعمال عماد الماحي والطاهر نور الدئم. «محبة كتيرة في قلبي» صديق كوراك الذي عُرف كأشهر التجار الشماليين في الجنوب ما زال يلاحق حقوقه في الدولة الجديدة ولكنه حوّل نشاطه لإثيوبيا حيث يستعد قريبًا لافتتاح «مطعم الخرطوم».. صديق أعدّ لنا وجبة «الزغني» الشهيرة بعد أن أصطحبنا لصلاة الجمعة في مسجد ماركاتو الشهير الذي امتلأ داخله وجنباته بالمصلين حتى مسافات بعيدة مما يؤكد أن المسلمين أكثر من غيرهم في إثيوبيا ولكن صوتهم أكثر انخفاضًا وهناك دلني أحد الشيوخ إلى حيث أجد رفقائي عندما لم أتبيَّن وصفهم فسألني الشيخ: «هل أنت صومالية»؟ فقلت: «سودانية» فهلل وكبر ثم قال: «أكرم الأكرمين» ثم تقدمني وهويغازل السودانيين وكرمهم، وقال إنه زار السودان إبان عهد الرئيس الأسبق عبود وتمنى أن تسنح له زيارة أخرى وقد تعرفت على صديقتين إثيوبيتين تعيشان في لبنان هما مهاريت ومهاليت قبل مغادرتنا بيوم وتأسفتا على رحيلنا وقالت مهاريت بلهجة لبنانية: «بكرة بدنا نتفسح سوا وإذا ما بتأخري سفرك راح نخطفك ونقفل عليك».. وصديق أراد اصطحابنا للتجول في بعض المناطق السياحية ولكن ظروفنا لم تمكِّننا من ذلك.