وزارة الخارجية القطرية: نعرب عن قلقنا البالغ من زيادة التصعيد في محيط مدينة الفاشر    ياسر عبدالرحمن العطا: يجب مواجهة طموحات دول الشر والمرتزقة العرب في الشتات – شاهد الفيديو    الإمارات وأوكرانيا تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة    المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية    حقائق كاشفة عن السلوك الإيراني!    البيان الختامي لملتقى البركل لتحالف حماية دارفور    الداخلية السودانية: سيذهب فريق مكون من المرور للنيجر لاستعادة هذه المسروقات    مدير شرطة ولاية النيل الأبيض يتفقد شرطة محلية كوستي والقسم الأوسط    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    تدرب على فترتين..المريخ يرفع من نسق تحضيراته بمعسكر الإسماعيلية    الزمالك يسحق دريمز في عقر داره ويصعد لنهائي الكونفيدرالية    سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي.. وعينه على الثلاثية    أرسنال يحسم الديربي بثلاثية    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    السودان..توجيه للبرهان بشأن دول الجوار    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    تجارة المعاداة للسامية    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    رئيس حزب الأمة السوداني يعلق على خطوة موسى هلال    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    دبابيس ودالشريف    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    بمشاركة طبنحة و التوزة...المريخ يستأنف تحضيراته    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بروفيسور "جعفر بن عوف" ينفث الهواء الساخن عبر (المجهر):

ما أن يرد اسم بروفيسور "جعفر بن عوف" حتى تثب إلى عقول الناس مباشرة تلك الشخصية التي ظننتها في طفولتي أقرب إلى السحرة الذين يزيلون آلام الأطفال وأوجاعهم في غمضة عين وانتباهتها.. وغذى هذا الظن أن صارت كثير من الأمهات ينطقن اسم البروف كثيراً في ونساتهن، متناولات ما يقدمه المستشفى الذي تحمل اسمه، وقصدها كثير من الناس في طفولتهم، حتى صار اسمه مرادفاً طبيعياً للعلاج.
البروف "جعفر" تخرج في أواسط الستينيات من القرن الماضي، وأكمل تخصصه في طب الأطفال بالمملكة المتحدة، وعاد إلى السودان رافضاً الوظيفة الأكاديمية الكبيرة بمستشفى (برمنجهام) الجامعي في عام 1973، ليصبح مسؤولاً عن قسم حوادث الأطفال بمستشفى الخرطوم العام، حتى أنشأ مستشفى أطلق عليه رئيس الجمهورية اسمه، ومنحه نجمة الإنجاز كأرفع الأوسمة.
وخلال الفترة السابقة أثيرت قضية شغلت كل الناس.. بدأت بقرار وزارة الصحة بنقل حوادث مستشفى جعفر بن عوف وتحويله إلى مستشفي مرجعي.. ولكن الرجل الذي عُرف بمنافحته المستميتة عن علاج الأطفال المجاني، رفض الأمر، وتصاعدت القضية حتى صارت لا يخلو منها منتدى أو حلقة نقاش.
(المجهر) جلست إلى بروفيسور "جعفر بن عوف" وأدارت معه حواراً كشف فيه الكثير عن القضية، وعن نضالاته في إرساء دعائم أول مستشفى لعلاج الأطفال بالسودان.. فلنطالعه معاً:
{ كيف تنظر إلى قضية تحويل حوادث مستشفى جعفر بن عوف الذي تمثل فيه طرفاً أصيلاً ضد وزارة الصحة بولاية الخرطوم؟
- في تقديري إن أي شيء (إتعمل) حتى الآن فيه ضرر بصحة الطفل في السودان، و(المسائل دي) تتعلق بالإجراءات التي تمت حتى الآن، ولم يدرس القرار بطريقة علمية لتفكيك وتحديث خدمات الأطفال في السودان.
{ لست موظفاً في وزارة الصحة، ومع ذلك اعترضت على تحويل حوادث المستشفى الذي يحمل اسمك؟
- أنا لم أتسلم مليماً واحداً كأجر لمدة خمسين عاماً.. وكون أني لا أتسلم (قروش) ليس معناه أنني لست عاملاُ في وزارة الصحة.. أنا خرجت من مستشفى جعفر بن عوف في العام 2004 وعدت إليها بقرار من رئيس الجمهورية، ونفذه وكيل وزارة الصحة.. عدت للمستشفى لإعادة تسيير العمل فيها بالصورة المثلى.
{ لماذا يتحدث الناس عن وظيفتك التشريفية؟
- لا توجد وظيفة تشريفية في الدولة.. ممكن تقول وظيفة من دون أجر.. لكن لا يمكن أن تقول وظيفة تشريفية.
{ ما هو تعليقك على قرار فصلك من العمل إذن؟
- هناك أخطاء كثيرة، وقد جاء القرار من مدير مستشفى جعفر بن عوف بإبعادي من المستشفى لأسباب تخص صحة المواطن، لكن أنا من ناحية مهنية أعتقد أن الأشياء التي تمت غير دقيقة، لكن في أي وظيفة لا يملك الشخص الأدنى الحق في طردك.
{ قرار الطرد جاء بعد لجوئك للمحكمة الإدارية إثر تفكيك حوادث المستشفى؟
- أنا لجأت للمحكمة كمواطن مهني، وكوني من أوائل الناس الذين تخصصوا في طب الأطفال في السودان.. إذ لم يكن هناك تخصص لطب الأطفال في السودان.. وكنا نتبع لقسم الباطنية، ونعمل بجهد خاص لصحة الطفل، ووجدنا أن نسبة الوفيات بين الأطفال عالية جداً..
{ في اي سنة؟
- في بداية السبعينيات.. ووجدنا أن الأمراض الكثيرة - ومنها الأمراض العاجلة - تفتك بالأطفال.. بجانب الأمراض المزمنة، وكان لا بد من إنشاء أول مستشفى للأطفال في السودان.. أنشأتها بالعون الذاتي، وقمت بوضع خريطتها مع مهندس، وانخفضت نسبة الوفيات من 30% إلى أقل من 1% بعد إنشاء المستشفى، وأعتقد أن هذه طفرة عالية في صحة الطفل بالسودان.. وبنينا (16) عنبراً في فترة ستة أشهر، وبنينا العيادات الطارئة والمحولة، وأنشأنا الأقسام الأخرى مثل المعامل وغيرها، وبنينا فيها قسم التغذية والصيدلية والمعامل.. ولفترة ستة أشهر كان العمل أربعة وعشرين ساعة يومياً.. وكنت أرتاح حوالي خمس ساعات وأعمل باقي ساعات اليوم.. ولأن الناس كلهم كانوا متطوعين كان يجب أن أكون موجوداً معهم، وأخدم بيدي، و(اشتغلت) بناءً ونجاراً وحداداً و(كهربجي).. (اشتغلت) كل الأعمال بيدي بسبب ما كان عليه حال الاطفال في ذلك الوقت.
{ بحسب وزير الصحة بالولاية فإن المستشفى يجب أن يكون مرجعياً، ويمكن تحويل الحوادث للمستشفيات الطرفية.. لماذا اعترضت؟
- أولاً يجب أن نفهم أن تخصص طب الأطفال أحد أفرع التخصصات الموجودة ومن أهم التخصصات، خاصة في البلدان النامية، ولا يمكن أن تفصل بين خدمات حوادث الأطفال من مستشفى يعمل للأطفال.. كان بهذا المستشفى (498) سريراً وافتتحه السيد الرئيس بعد أن بنينا المبنى الجديد باعتباره ثاني أكبر مستشفى في العالم، وهذه حقيقة، لأن أكبر مستشفى في العالم بأمريكا فيه (500) سرير، وما كنا نريد أن نكون في وجه مقارنة مع أمريكا، وسمي المستشفى باسمي الذي أطلقه عليه السيد رئيس الجمهورية الذي منحني نجمة الإنجاز، وهو أعلى وسام في الجمهورية، ومنح العاملين في المستشفى مرتب شهرين، ونشكر السيد الرئيس لاهتمامه بالطفولة في السودان، لأنه أمّن على مجانية علاج الأطفال في السودان، وعملنا بذلك الأمر حتى الآن.. (طيِّب) هنا يوجد مستشفى للأطفال به (498) سريراً، وفي المستشفيات الأخرى أقسام أطفال.. وهناك مستشفيات تقع جميعها جنوب الخرطوم، وهي ليست مستشفيات أطفال، وإنما مستشفيات عامة بها أقسام للأطفال.. (يعني) القسم ممكن يكون فيه عشرة أو عشرين سريراً.. لكن لا تصل إلى مائتي سرير.. وكنا نفحص ما بين (800) إلى ألف طفل في اليوم.. وفي المستشفيات الطرفية لا تستطيع أن تكشف على (800) طفل في اليوم وتمنحهم العلاجات المجانية في ذات اليوم.
وكل الأعمال التي قمت بها في السودان، وليس في الخرطوم، كانت بالعون الذاتي والدعم الشعبي ودعم المنظمات الخارجية.. فتحت أقساماً للأطفال في الشمالية وزالجي والجنوب والوسط والشرق.. لم يكن عملي في الخرطوم فقط وإنما في كل أصقاع السودان.
{ ما هي خطورة نقل حوادث الأطفال إلى الأطراف.. وهل سوف تؤثر على تحديث مستشفاك ليصير مرجعياً؟
- في الأساس المستشفى سماه السيد رئيس الجمهورية مستشفى حوادث الأطفال التخصصي.. وتخصصي تعني مرجعي.. وتخصصات طب الأطفال تصل إلى (26) تخصصاً، بما فيها حوادث الاطفال وقسم العناية بالأطفال حديثي الولادة وقسم العناية بالأطفال الأكبر سناً، ومعظم هذه الأقسام تم تجهيزها وتأهيل المعامل وكل الأجهزة التي يمكن أن تساعد في خدمة المواطن السوداني، مثل التكييف المركزي، وكان بها أوكسجين في كل سرير.. كانت مكتملة في كل شيء وتركتها عندما طُلب مني الخروج.. وعند عودتي في 2007 لم أجد ما وفّرته من جميع أنحاء العالم.
{ لكن وزير الصحة بالخرطوم في حواره مع (المجهر) قال إنك ساهمت في إنشائها والباقي قدمته الدولة والخيرون؟!
- (معليش).. إذا الإنسان (ما بيعرف) لا يمكن أن نلومه.. هو تحدث عن رأيه، ولكن الصحيح غير ذلك.. الدولة لم تدفع مليماً واحداً.. وتم توفير المعدات من جميع الدول.. من شرق آسيا إلى غرب أوروبا وإلى أمريكا ..
{ من الذي استجلب هذا الدعم من انحاء العالم؟
- أنا من كنت أتصل بهم.
{ منذ بداية تأسيس المستشفى وأثناء عملك كعامل بناء و(كهربجي) وحتى اكتمالها؟
- كلها بمجهود شخصي قمت به حتى اكتمال المستشفى، ولم نجد رفضاً من أي دولة، ولم نجد رفضاً من أي اشخاص داخل السودان وخارجه لدعم المستشفى.
{ وزير الصحة قال إن الحوادث كانت ناقصة والخدمة ضعيفة وبها سريران فقط في العناية المكثفة.. وإذا لم يتم تفريغ المستشفى فلن يتم تطويره؟
- هناك أمران لا أحب الخوض فيهما، الأول هو أن الحوادث كانت في قسم اسمه (عنبر 15).. كانت فيه حوادث الأطفال، وطلب من المدير نقل الخدمات لإجراء تاهيل للمبنى، والتأهيل اصبح تكسيراً. والأمر الثاني الاقسام الموجودة في حوادث الأقسام بالمبنى الجديد لا تمثل كل العددية.. لكن كانت توفر خدمات للمواطنين، وأزيلت وكتبت لافتة عريضة تقول: الرجاء من المواطنين التوجه إلى مستشفى كذا وكذا.
{ نعم.. ولكن اذا لم يتم تكسير المستشفي كيف سوف يتم تطويره؟
- هل تعتقد أنه يُراد تطوير المستشفي؟ أؤكد لك أنني كنت على وشك تجهيز المستشفى تجهيزاً كالملاً بكل التخصصات، وهناك خرائط (دعومات) لهذا المشروع.. لكن لسبب خاص توقف هذا المشروع.
{ ما هو هذا السبب؟
- السبب (التهديم) الذي بدأ.
{ التهديم كان للإصلاح.. لماذا اعترضت؟
- أنا لم أعترض، أنا اعترضت على نقل الحوادث باعتبارها جزءاً من تخصصات طب الأطفال، وهي جزء مهم في الدول النامية لحماية الاطفال من الأمراض، وهي سبب قوي لتقليل نسبة الوفيات. هناك دول غير السودان نقلت هذه التجربة واستفادت بتقليل نسبة الوفيات، وكان الأحرى أن تنقل هذه التجربة إلى المستشفيات الطرفية حتى تنخفض نسبة الوفيات. أنا لست ضد زيادة عدد (الأسرّة )للاطفال في السودان أو في الخرطوم.. إذا افترضنا أن سكان الخرطوم (8) ملايين نصفهم أطفال، هل توجد (أسرة) لأربعة ملايين طفل بالخرطوم؟ بالقطع لا.. الأمر الثاني هذا المستشفى بوضعه المتوسط كان الناس يأتون إليه ليجدوا قمة الرعاية الصحية الأولية، وكان يخدم السودان بأكمله.. يعني لا نخدم الخرطوم فقط.. فهناك من كان يحضر من أقصى الغرب والشرق والشمال والوسط، وقبلها كان من الجنوب.. ولا يُمنع من نقل التجربة، ولكن يُمنع (قفل) التجربة لأن (قفل) التجربة تأثيره واضح الآن.
{ إذن لماذا لم تتفاهم مع وزارة الصحة وتبلغها بخططك لتطوير وتحديث المستشفى؟
- لم يتحدث معي أحد حتى أخطره بما في نيّتي.
{ هل تعتقد أن هناك من يتربّص بك في الوزارة؟
- لا أرد علي هذا السؤال.
- إغلاق حوادث مستشفى الأطفال.. هل يمكن قراءته كاتجاه من وزارة الصحة لخصخصة صحة الأطفال؟
- والله خصخصة صحة الاطفال لم تكن جزءاً من خططي.. وقد عملت طوال هذه الفترة. ثانياً لم أعمل في تخصص، وعندي القدرة لفتح أكبر مستشفى للاطفال في السودان من مالي الخاص، أو من مال أسرتي التي تملك الكثير داخل الخرطوم. التجربة من ناحية قد تكون إسهاماً في الخدمات العاملة وتوظيف القطاع العام لمعالجة الناس.
{ هذه يمكن أن تكون إجابة دبلوماسية ومفرطة في الغموض؟
- أشكرك.. وكفي.
{ هل تتكلم عن أن وزير الصحة يملك مستشفيات الخاصة؟
- نعم، وكلها في العمل الخاص، ويملك جامعة، ونظرته ربما كانت نظرة اقتصادية بحتة، وأنا ما عندي المقدرة لهذا العمل.. أنا عملي يساهم في حدود المعقول لتوفير خدمات للمواطنين بالمجان.. هذان اتجاهان مختلفان..
{ بينك ووزير الصحة؟
- نعم.
{ أنت تعمل بالمجان.. إذن هذا هو أس الخلاف بينكما؟
- هو ليس أس الخلاف، ولكل شخص الحق في أن يتجه إلى هذا الاتجاه أو غيره.
{ هل تعتقد أن إغلاق وزير الصحة للمستشفى يأتي في إطار إتاحة الفرصة لمستشفياته الخاصة؟
- والله هذا أمر يخصه وحده، وأعتقد أن الإجابة على هذا السؤال ستكون منه شخصياً.
{ نعم، ولكني أسألك من وجهة نظرك، إلى ماذا تعزو هذا الذي يحدث؟
- أنا كل همي ان تتوفر خدمات للاطفال في السودان بالمجان في كل المناطق بخدمات متكاملة، حتي نخفض نسبة الوفيات، ولا أظن أن تهديم خدمات في الخرطوم وغيرها يساهم في تقليل هذه النسبة.
{ ما الذي ستعمله بعد إغلاق حوادث مستشفى الأطفال؟
- سأناضل حتى أرجع الأمر إلى ما كان عليه، وكل الطرق الممنوحة لي كفرد في المجتمع سأستخدمها لإعادة المستشفى إلى مكانه الطبيعي.
{ هناك عدد كبير من الناس يتحدثون عن أن هناك جهات استخدمت قضيتك للمزايدة السياسية؟
- لا.. ولم.. ولن.. طالما أنا قائد لهذه الحملة لن أشرك أي جهة سياسية في ما نقوم به، بل أشركت المواطنين الأحرار بإفادتهم بالمعلومة، وأعلمتهم بحقهم كواطنين، ولأطفالهم، ولكن لم اتصل بأي جهة سياسية لتفعيل ما أقوم به..
{ أنا لا أتحدث عن اتصالك بهم، ولكن ألم يتسرب البعض إلى القضية لتمرير أجندة سياسية؟
- لم تشارك الجهات السياسية في مشروعنا هذا حتى الآن.
{ ولا حتى عناصر حوّرت القضية سياسياً؟
- أبداً.. العنصر الوحيد الذي يتحدثون عنه بكثرة هو وجود "مريم الصادق المهدي".. وقد قالت في بداية حديثها إنها اختصاصية أطفال وتدربت في هذا المستشفى، وهي أم لأطفال، ولا تتحدث من الناحية السياسية إطلاقاً.
{ إذن من يشارك معك في حملتك؟
- المواطنون هم من يقفون معي.. وهم كثيرون.
{ ولكن وزير الصحة قال إنهم لم يتعدوا الثلاثين شخصاً؟
- لك أن تنظر إلي الصور لترى حقيقة هذا الأمر.. نعم كان هناك جزء من الناس يقف بعيداً، لكن عدد الناس لم يكن سهلاً.
{ هل وقفتك ومناهضتك للقرار ضد تحويل حوادث المستشفى.. فقط لأنه يحمل اسمك.. وهل كنت ستقف ذات الموقف في حال كان الأمر يخص مستشفى آخر؟
- بالتأكيد سأقف نفس الموقف، ليس لأنني مؤسس المستشفى، بل أنا مؤسس لطب الأطفال في السودان، وبالتالي سأقف نفس الوقفة في أي اتجاه يؤثر على صحة الطفل في السودان.
{ هل تعتقد أنك تملك الآلية والأدوات لتحقيق مطالبك؟
- طالما هناك دولة بها مؤسسات فهناك طرق لمناهضة ما يجري الآن.
{ ولكن وزير الصحة يمثل الدولة؟
- الوزير له دور في المجتمع، فإذا كان دوره الأساسي (تهديم) خدمات طب الأطفال في السودان، فنحن لسنا معه، وإن كان إغلاق أقسام الأطفال في شمال وشرق بحري وفي أم درمان وجنوب الخرطوم، فسنناهض تلك القرارات التي تمس الطفل في المقام الأول.
{ هل تم إغلاق كل تلك الاقسام؟
- نعم، تم إغلاق قسم الأطفال في أم بدة وفي مستشفى حاج الصافي ببحري والبان جديد.. وأكثر مكان مكتظ بالسكان هو الحاج يوسف.. وفي السجانة تقريباً. وخدمات الأطفال أصبحت مقصورة في ثلاث مستشفيات فقط، وهي الاكاديمية وبشائر ومستشفى إبراهيم مالك، وكلها تقع في جنوب الخرطوم، فكيف سيكون الحال لبقية السكان الذين يأتون من شمال الخرطوم والولايات.. كيف لهم أن يجدوا العلاج اللازم.
{ كمؤسس لطب الأطفال، وبمثابة الأب الروحي، ما الذي ستفعله كدور تاريخي مناط بك لتجعل علاج الأطفال مجاناً وممكناً؟
- إذا ذهبت إلى إنجلترا وأصابتك حالة عاجلة ستجد العلاج المجاني...
{ (مقاطعاً): (ديل ناس بره).. لكن ما الذي سوف تفعله لأطفال السودان؟
- سأستمر في المناهضة إلى أن يعرف الجميع أن تجفيف الخدمات الطبية للأطفال أمر ضار ويؤدي إلى ارتفاع نسبة الوفيات في السودان التي هي أصلا عالية.
{ إذن ما هي مساوئ خصخصة طب الأطفال في السودان؟
- 90% من سكان السودان تحت خط الفقر..وإن كان الأمر كذلك فنحن نسعى على الأقل لتقديم الصحة للمواطنين بالمجان حتى يقضي الله أمراً.. وندعو ربنا أن الحالة الاجتماعية ترتفع، والاقتصادية كذلك، وبالتالي لن يكون المواطن محتاجا لشيء.. وعندها يمكن أن تخصص تلك الخدمات، لكن في هذا الحين لا يمكن خصخصتها.
{ قبل ذلك قلت لي إن لديك القدرة المالية والمهنية إذا فقد مستشفى جعفر بن عوف الحالي كثيراً من خدماته ووظائفه.. هل سوف تتجه لإنشاء مستشفى خاص للأطفال؟
- والله لست صغيراً في السن كما يدعي البعض، ولا أملك القدرة الشبابية، ولكن مالياً ليس لدي أي مشكلة.
{ أليس هناك من يأتي خلفك، سواء من أسرتك أو تلامذتك؟
- في الأسرة هناك من هم متخصصون في طب الأطفال والصيدلة.. وهؤلاء يمكن أن أساعدهم لإنشاء مستشفى للاطفال.
{ وتحمل اسمك أيضاً؟
- ممكن تحمل اسمي.
{ هل ستكون العلاجات فيها مجاناً؟
- ممكن يكون جزء كبير منها مجاناً.. والحوادث.
{ هل يمكننا القول إن "جعفر بن عوف" سينشئ مستشفى للأطفال في حال تم إغلاق المستشفى الحالي؟
- حتى الآن لم نفقد الأمل ونستبق الأحداث.. وممكن نشوف الطريقة التي يمكن أن نساعد بها الأطفال.
{ الوزير قال إنه ليست لديك أي علاقة بالمستشفى لأنك لست مديرها ولاعلاقة لك بها؟
- الأمر يتصل برئاسة الجمهورية التي أعادتني للمستشفى.
{ هل تعتقد أنك بطل شعبي يقف مع الفقراء ضد التمدد الرأسمالي الذي يرى البعض أنه قد يطال الأطفال في صحتهم؟
- لا أعتقد ذلك.. إنني فرد وأمثل الشعب السوداني، وهناك عدد كبير من الناس الذين يحملون نفس الرأي، لكن لم تسمح لهم الظروف للتعبير عن رأيهم.
{ هل تعتقد انك ستنتصر في قضيتك؟
- إذا شاء الله الكريم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.