ساهرون في بريق شمسك النضيرة الشعاع وقائمون في حضور ذاتك النقية التماع ومرتوون بالحنين والصفاء والوداع وأنت في ظلال كوكبي بهاء أغنية وأنت في تشوق الغريب للديار أمنية وأنت غاية الجمال أروع الطباع وأنضر الحقول حين تسطع الفصول حين تسجد البحار والسهول حين قارب الحياة في عيون من أحب يا بنيتي يغازل الشراع *** ولا أخالني أفيق من تأوهي لأمطر الزمان شاعرية تفيض مورداً من الحنان صاحيا وشاعري يداعب المعاني التي تموت قبل أن تطل من خيالي الذي يظل من علوّك البعيد دانيا وأنت يا بنيتي جزيرة من البديع والبيان وقطعة من الربيع تسبق الأوان وأروع الصغار منذ جادت العصور بالزهور ومنذ أن تكونت بجوف كل حبلةٍ عيون نطفةٍ ومنذ أن تفجر الزمان إليك يا أميرة المدائن الأمان إليك من رحابة الحياة امتنان إليك ما علي من لواعج الفؤاد أقحوان *** وتولدين يا مليكتي بليلة تخاف أن تغيب شمسها وتخرجين والرياح في نوافذ السماء ترقب الولود في تأوه فيغمر الفضاء همسها ومن أميرة النساء تطلعين وتحملين من عيونها وداعة السنين ورونق الجلال والنضار والحنين هنا بنيتي على مهاد أجمل البلاد تولدين وتحملين سندساً من اخضرارها براعماً و ياسَمين وترتوين من مياهها عذوبة على شواطئ الشمال تحتويك باليمين وتخرجين والنهار صاحيا والعيون في ترقب الشعاع أن يهل لا تلين يا شاطئ السماح والصباح يا تلاحق العبير والندى يا أجمل الحدائق التي تكونت بساحل المدى يا مقطعاً يجيء من قصائد الزمان ساطعاً أنيق يا فرحة تداخل الحزين بسمة وسامراً عميق والليل من ضيائك الوضيء يستفيق والبدر بعد بدرك المطل عاد مطرقاً وغاص كالغريق *** وحين تطلعين والربوع والقلاع حولنا تحفنا زهاء يهل من بلادي الجفاف والبكاء والصغار كالحون والزمان في استياء وفي مدار سعدك النضير ليتني أكاد لا أفيق أهيم في عوالم الخيال أقطف البريق هناك في بلادي الضياع لم يزل لعشقنا يريق فلنحمل الرجاء لوحة تظلل الطريق ولنرشف الرحيق على امتداد مسرح الحياة أبحرا فيخمد الحريق ليخمد الحريق