الخرطوم - محمد إبراهيم الحاج شد الحزن أمس أوتاره فى منزل الشاعر الأستاذ التيجاني حاج موسى بعد أن توفيت والدته الحاجة دار السلام عبد الله أبوزيد أشهر أم سودانية بعد أن خلدها إبنها بقصيدة (جواب للبلد) التي ردد منها الفنان محمود عبد العزيز جزءً منها، وتغنى كمال ترباس بجزء آخر عرف بالأغنية الشهيرة (أمي الله يسلمك) التي يعتبرها السودانيون بمثابة السلام الجمهوري للأمهات. ولدت الحاجة دار السلام بقرية الترعة الخضراء بريفي مدينة الدويم بولاية النيل الأبيض.. وعاشت فترة صباها مع خالتها بحي البوستة بأم درمان.. ولم تكمل تعليمها حيث رفض والدها ذلك كعادة الكثير من الآباء في ذلك الزمان.. لكنها تعلمت إجادة بعض المهن اليدوية مثل صناعة السعف وأعمال الكروشي.. ورفضت الحاجة دار السلام الاقتران بأي شخص آخر بعد رحيل والد التيجاني وكانت دائما ماترد على طلبات الزواج بقولها (أنا راجلي التجاني). وكتب التيجاني أغنيته الشهيرة (أمي الله يسلمك) عندما كان في المرحلة الثانوية. وتعد الحاجة دار السلام أماً لكل الفنانين والوسط الفني عموماً الذين كانوا يطلقون عليها (أمي يادار السلام) ويحرص عدد كبير منهم على زيارتها خاصة في عيد الأم ، وأعرب الفنان سامي المغربي عن حزنه البالغ عقب سماعه نبأ رحيل الحاجة دار السلام ،وقال إنه ذهب إلى زيارتها قبل يومين في مستشفى حاج الصافي بصحبة الفنان أبوعركي البخيت إلا أن ابنها التيجاني قال لهم إنها (راقدة زى نيلسون مانديلا)، وأضاف المغربي (أنا بعتبرها زي أمي نور اليقين حمد النيل صالح). وتقول الحاجة دار السلام إنه عندما تغنى الفنان كمال ترباس ب (أمي الله يسلمك) تضايقت في بداية الأمر لأن الناس كانوا يلتفون حولها ويتهامسون بأنها دار السلام التي كتب فيها ابنها أغنية، ولكن بمرور الأيام اعتادت على الأمر وهي سعيدة بالأغنية.. رحم الله الحاجة دار السلام وأسكنها فسيح جناته.
