الخرطوم – طلال اسماعيل تنادت قيادات المؤتمر الشعبي منذ الساعة العاشرة من صباح يوم أمس الجمعة إلى المركز العام للحزب بالخرطوم لإجازة جدول أعمال اجتماعهم السابع وتلاوة وقائع الاجتماع السابق السادس ومناقشة تقرير الأمين العام والتداول حول الأداء العام للحزب في الولايات، قبل أن يعودوا اليوم السبت لمناقشة مشروع تعديلات النظام الأساسي وعرض أوراق تخطيطية عامة صدرت من الأمانة العامة إلى الولايات (هوادي الخطاب، تطور أحوال السودان العام، التنظيم الإسلامي الخالف، وتستمع القيادة إلى كلمات موجزة من الأمانة العامة حول السياسات ( أوضاع السلطة والمعارضة ومشروعاتها، الاقتصاد والمعاش العام، القوى العالمية والسودان)، ولديها مداولة عامة حول تطورات الأحوال السودانية ومصائر التوجهات للقوى المتفاعلة في الحياة العامة ولحركة الإسلام ، ووضعت القيادة مقترحاً بإدراج أي مشروعات لقرارات لازمة حول مواقف المؤتمر الشعبي. وتجيز قيادة المؤتمر الشعبي عند الساعة الثامنة من مساء اليوم في الجلسة الختامية أسماء لتولي مواقع الأمين العام ونوابه والأمناء الذين تحولت مسؤولياتهم لأمانات أخرى وضم أعضاء للقيادة. كان الأمين العام الترابي حريصاً على أن يمضي الاجتماع كما هو مرسوم في جدول الأعمال، وجلس إلى جواره في المنصة مدير مكتبه تاج الدين بانقا وفي الكراسي الأمامية جلست قيادات المعارضة. انقضت أيام الرحمة في شهر رمضان ونحن في أيام المغفرة وتليها العتق من الناروالترابي ينبه الحضور من قيادات حزبه إلى ضرورة الإجابة عن سؤال :( من نحن بعد التغيير)؟. قالت مقررة اللجنة العليا بحزب الأمة القومي لإنفاذ النظام الجديد مريم الصادق المهدي: نحن شاكرون لكم هذا الجهد المبارك الذي يصب في قوى الإجماع الوطني ويدعمنا في كل القوى السياسية، استمعت بتركيز شديد لكل تقارير الأمناء من مختلف ولايات السودان، ومن الواضح جداً أن جذور المشكلة واحدة، وهنالك تحديات خطيرة وتفلتات في كل أنحاء السودان بما في ذلك ولاية الخرطوم التي يفترض أن تكون العاصمة المنعمة، ولكن هذه التحديات مع النقاش التفصيلي لمايدور في مختلف الولايات تجعلنا نؤكد أن هنالك أزمة سودانية حقيقية وأننا لايمكن أن نتجاوزها فرادى والعمل الجماعي مسألة استراتيجية ، تشاورنا وتواصلنا جميعاً للتداول وبالشفافية وبالاعتراف بواقعنا وليس بمحاولة أن نغير مواقف بعضنا البعض هي الطريق الوحيد على قول هدى الرسول صلى الله عليه وسلم (إذا تباينتم ما تدافنتم). وأضافت مريم ( نحن جميعاً مختلفون في توجهاتنا السياسية ونحن لدينا مرجعات فكرية مختلفة ولكننا جميعاً مواطنون ومواطنات في هذا الوطن المأزوم، ومالم نستطيع أن نتجاوز هذه المعادلة بالوضوح والشفافية وبالاعتراف باختلافاتنا ولكن في مصلحتنا الحقيقية أن تكون لوطننا قولة شخص واحد وننجي وطننا من هذه السياسات الخطيرة وهذه الطريقة في الحكم التي ترهق السودان، وعلينا أن نصلح شأننا وأجهزتنا ونصلح آلياتنا وهي الآن قوى الإجماع الوطني، فلن نستطيع أن نحقق لوطننا شيئاً مع الاعتراف الكامل ان قوى الاجماع الوطني هو جسم المعارضة الأول وهو الجسم الذي استمر بقوة وجعل للمعارضة مركزاً لايمكن أن يتجاوزه أحد بأية حال من الأحوال، ونقود الآن في قوى الاجماع الوطني كيفية تخليص هذا الوطن وتغيير هذا النظام بصورة شاملة لصلاح أهلنا، ومالم يقبل بعضنا مع بعض بوضوح بما في ذلك حملة السلاح ونتوافق على أسس وملامح النظام الجديد ولانريد تكرار مايدور الآن في دول الربيع العربي لأننا نريد أن نخلق سودان قادر قوي.) مريم تتغنى بقصيدة الشاعر محجوب شريف: رددت مريم في ختام كلمتها قصيدة محجوب شريف
حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتى وطن شامخ وطن عاتى وطن خيّر ديمقراطى وطن مالك زمام أمرو ومتوهج لهب جمرو وطن غالى نجومو تلالى فى العالى إرادة .. سيادة .. حريّة مكان الفرد تتقدم قيادتنا الجماعيّة مكان السجنِ مستشفى مكان المنفى كليّة مكان الأسرى ورديّة مكان الحسرة أغنيّة مكان الطلقة عصفورة تحلق حول نافورة تمازج شُفّع الروضة حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتى وطن للسلم أجنحتو ضدّ الحرب أسلحتو عدد مافوق ما تحتو مدد للأرض محتلة سند للإيدو ملويّة حنبنيهو.. البنحلم بيهو يوماتى وطن حدّادى مدّادى ما بنبنيهو فرّادى ولا بالضجة فى الرادى ولا الخطب الحماسيّة وطن بالفيهو نتساوى نحلم .. نقرا .. نتداوى مساكن .. كهربا .. وموية تحتنا الظلمة تتهاوى نختّ الفجرِ طاقيّة وتطلع شمس مقهورة بخط الشعب ممهورة تخلي الدنيا مبهورة إرادة وحدة شعبيّة حزب البعث : الترابي فكره ثاقب عندما تمسك بالجبهة والعمل المشترك ومن حزب البعث السوداني قال يحى الحسين إن هذه سنة حميدة أن ندعى لنشارك في الجلسة الافتتاحية لاجتماع قيادة حزب سوداني، اعتقد أنها واحدة من إبداعات هذا الحزب ومايحمد للشيخ الدكتور حسن الترابي أنه تمسك طيلة عمره السياسي بصيغة العمل المشترك أو العمل الجبهوي ، عندما تراجعت كل الأحزاب بعدما بدأنا بداية سليمة تتسق مع واقع السودان مثل الجبهة الإستقلالية والأشقاء والجبهة المعادية للاستعمار والجبهة العربية ، كانت البداية سليمة لكن تمخضت هذه الجباه وتولدت أحزاب متفرقة ، وعندما ظهر الشاب الدكتور حسن الترابي لمس بثاقب فكره أن المستقبل للعمل الجبهوي وظهرت جبهة الميثاق الإسلامي ثم الجبهة الإسلامية القومية وتمسك بهذا حتى عندما أسس المؤتمر الوطني أو المؤتمر الشعبي ككيان جبهوي. الترابي : من نحن بعد التغيير؟ قال الامين العام للمؤتمر الشعبي حسن الترابي ( هذا اجتماع القيادة الحاكمة ذات القرارات اللازمة على كل الأمانات الفرعية سواء منها الأمانة القومية أو أمانات الولايات ولكنها تعمل وقفاً على الأنظمة الأعلى منها والمؤتمر، هذه الأمانة تتشكل من الأمانة المركزية وكان عددهم واسعاً قبل أن نفقد 15 ولاية في الجنوب وأصبحنا نتوازن مابين القبول من الولايات والقدوم من تلقاء المركز، وهنالك أمانات فئات لديها مؤتمراتها الخاصة مثل الطلاب ولهم مؤتمر من 250 طالباً من كل ولايات السودان انقضت عليه السلطات وفضته وأخرجتهم من موقعهم وسيبقون أياماً أطول من أيامنا نحن في القيادة.) وأشار الترابي إلى أن حزبه قدم الدعوة لمسجل الأحزاب السياسية لحضور اجتماع القيادة على الرغم من أنهم لايؤمنون في المؤتمرالشعبي بألاَّ تخضع الأحزاب إلى تسجيل أصلاً وأن تخضع الصحف لتصديق. وأوضح الترابي أن المؤتمر الشعبي عبارة عن جماعة ثقافية تنتج فكراً متجدداً في كل العالم وشركة في الاقتصاد والمعاش وحزبا سياسيا وقال(نحن دفعة عالمية مواطنون من أهل السودان كله ونمثل في الأمانة كل أهل البلد ونحن نعلم أن هذا الإطار وضعنا فيه محمد علي باشا ذلك الطاغية المستعمر الذي كان ينشد الذهب والرجال والماء، رأى وجهونا تكسوها السواد وسمونا هم سودانا نحن لم نسمِّ أنفسنا فرض علينا هذا الاسم ، وأيام الاستقلال كان الناس يبحثون عن الاسم الأصيل ورجعنا إلى الاسم الأصيل للسودان وهو ( مالي) ورضينا بما فرض علينا أن نسمي السودان.) وزاد الترابي(علاقتنا عالمية ولانعرف فصلاً بين السودان والجنوب وتشاد وأفريقيا الوسطى، والدول الأقوى في العالم تتجمع لتزداد قوة حتى تهيمن على العالم مثل أمريكا ونحن ماذا يفصلنا عن تشاد وأفريقيا الوسطى ماذا يفصلنا عن مصر وليبيا ، ماذا يفصلنا عن إثيوبيا وعن إرتريا اللغة واحدة والشعب واحد لكن الطليان والبريطانيين تقاسمونا، ماذا يفصلنا عن الجنوب والكنغو وكينيا ويوغندا، كانت شعبة الجوار أنشط الشعب ولكن الآن نشطت شعبة المغتربين لأن غالب أهل السودان خرجوا من هذا الوطن، ونحن دفعة عالمية إذا حدث شئ في مصر نتأثر بها في السودان وفي ليبيا وإثيوبيا، هذه البلاد موصولة بنا ولدينا علاقات بشرية معها. ووضع الترابي للحكومة خيارين للتغيير وانتقد بشدة التضييق على الحريات ومنع الأحزاب من قيام ندواتها ومنع الصحف من الصدور ومصادرتها. وقال :( هذا النظام أمامه خيارين أما أن يذهب بالحسنى وبالتي هي أحسن وهذه توفر كثيراً من الدماء قد نخسرها وكثير من التكاليف الآن قد تضيع مننا ، ونتجنب أن تؤدي إلى النزعات الانفصالية في الأقاليم وتتمزق البلاد، ونعطيكم الأمان على أن لانحاكمكم على الانقلاب مثل تجربة الرئيس الأسبق إبراهيم عبود ولكن أي واحد منكم أكل المال الحرام أو اعتدى على أحد لا بد أن يحاسب ، من الخير لهم أن يذهبوا هكذا لأن الخيار الثاني عندنا كلنا متفقون عليه وهو خيار الثورة الشعبية التي تتعبأ بالمظاهرات والإضراب العام، وقد قلبنا النظام العسكري مرتين إثنتين إلى نظام انتقالي.) ودعا الترابي الأحزاب السياسية السودانية للاتعاظ من تداعيات الثورة المصرية في 25 يناير التي أطاحت بنظام حسني مبارك من دون وضع ترتيبات لمرحلة مابعد سقوط النظام من خلال الاتفاق على وضع دستور البلاد وكيفية حكمها، وقال :( نحن نريد أن نتهيأ لأننا ندرك أنهم في مصر لم يتهيأوا لزوال نظام حسني مبارك وجميع الأحزاب المصرية لم تكن تتوقع أن يسقط حسني مبارك ورأته كالهرم في السلطة، ونحن في السودان قضيتنا أصعب من قضيتهم في مصر لأن لديهم تاريخ لقرون ووطنهم موحد وعلى نهر النيل. وقال :( أصبحت كل الأحزاب على قناعة بقيمة الحريات كقيمة مشتركة بيننا، ونؤمن بأن الحرية هي الأصل ومن يأتي به الشعب كائن من كان نتراضى عليه حتى تأتي الدورة القادمة في تعاقب الحكومات إن ائتلفنا او اختلفنا كمعارضة وحكومة، لانريد أن نكرر 3 مرات أخطاء قوى سياسية كبيرة منها حزبنا -المؤتمر الوطني عند استلامه السلطة بالانقلاب العسكري في يونيو 1989 - والآن كل الأحزاب بفكرها تطورت وبتجربتها اعتبرت واتعظت، وأصبحنا نؤمن كلنا بأن نعطي الحرية للناس، الصحف حرة والأحزاب حرة والرأي حر والتصويت حر. وزاد الترابي بالقول: هذا النظام يعني الوزراء والمستشارين برضاء القبائل وهذا خلل كبير والعالم الآن يتجمع في كتل بالمليارات في الهند وفي الصين وأوروبا وأمريكا، ونحن نريد أن نجتمع جميعاً ونتصل مع العالم ونتفاعل معه في عدالة وعزة ونتدخل في شئونه ويتدخل في شئوننا. وقال الترابي( إن اجتماع القيادة في المؤتمر الشعبي سيعرض التقرير العام لأدائنا وتقصيرنا ونحاسب عليه وكيف نخطط لاقتصاد السودان. وزاد في نهاية المطاف كثيراً من أمناء الأمانات المركزية مكلفون بما في ذلك الأمين العام وآجالهم قد انتهت وماذا تريد أن تفعل بهم القيادة إما أن تأتي عليهم وتأتي بآخرين أو توكل أمرهم للاجتماع الآخر للمؤتمر الموسع وأن يجدد لهم. وأشار "الترابي" إلى ضرورة منح الفرص للشباب في السودان بعد نقلهم المواقع القيادية كزعماء قوميين للحركة السياسية. وقال: القيادة القديمة تتحاور – وهذا الكبت جعلنا دائماً نجلس مع القدماء وبهذه الطريقة سنقدس الموجودين هؤلاء وإذا ماتوا نعمل لهم "قبب" لأننا غير قادرين لأن نخرج من شبابنا قيادات جديدة لتأخذ كل عبرات السلف ونحن نريد أن نخرج وجوهاً قومية وولائية ومحلية أو عالمية. وقال الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي "كمال عمر" ل(المجهر) في رده على سؤال إذا ما كان الحزب سيختار أميناً عاماً جديداً بدلاً من الدكتور "الترابي" فرض بالقول الأمر متروك للمؤتمر وهو الذي سيقرر.