عبدالرحمن أحمدون بعض الأشخاص لا ينبغي المرور أمام تصريحهم مرور الكرام بحكم تجربتهم الطويلة في العمل الفكري والسياسي.. ولا بد من الوقوف أمام أي كلمة ينطقونها واستخلاص الظاهر والباطن فيها.. أحد هؤلاء هو المفكر د."حسن مكي" الذي أنفق وقتاً طويلاً من عمره مع الإسلاميين منذ أن كان طالباً. في حواره مع صحيفة (السوداني) نادى بضرورة تعيين رئيس للوزراء ونادى بإعادة هيكلة الجهاز التنفيذي حتى لا يحدث انهيار لأن مهمة رئيس الوزراء القادم ستكون التخطيط وتحديد أولويات المرحلة القادمة. وانتقد الأحزاب التي ظن أن مهمتها انتهت برفع العلم ونيل الاستقلال وهي تحتاج إلى خطة إنعاش.. ونضيف أن أبلغ دليل على ضعف هذه الأحزاب التقليدية أنها كلها لم تستطع منافسة حزب شاب هو الجبهة الإسلامية منذ أواسط الستينيات، وهي تمضي بجماهير الطائفية والقبائل أي أنها لا تطرح فكراً مقبولاً لدى الشارع. واستثنى حزب الأمة الذي حدثت فيه صحوة نتيجة لحكمة "الصادق المهدي: ولكن حذر من زحف الجهويين الجدد الذين يعملون على وراثة الأحزاب التقليدية، وكل هذا يتم على حساب الطائفية لذا ظهرت في دارفور وكردفان أحزاب تستند إلى القبلية والعشائرية وحركات مسلحة يقودها شباب صغار السن في العشرينيات أو الثلاثينيات. وتوقع انكسار شوكة التمرد في دارفور وجنوب النيل الأزرق وجبال النوبة لإحساس المجتمع الدولي بالإرهاق، كما أن هذه الحركات لم تحقق أي نجاح على الأرض يبرر الاستمرار في دعمها. وقال إنه بإنشاء طريق الإنقاذ ستكون (30%) من مشاكل دارفور قد حلت، وتبقى مشكلة الماء الذي يمكن حل مشكلته بحفر الآبار الجوفية بحفر (10) آلاف بئر على طول مسار الطريق. وفي رأيه أن مشكلة الجنوب دخلت مرحلة اللا عودة كدولة وهو في طريقه للوصاية الدولية، وقال إن "ليندا جونسون" لم تكن تتكلم بوصفها مبعوثاً وإنما تتكلم كأنها قد أصبحت حاكماً لجنوب السودان وهي تنهي وتأمر بطريقة أقوى من تلك التي يتبعها "سلفاكير" وهي ستستعمل قوات لحماية المدنيين، ولكن "رياك مشار" يسيطر على مطار ملكال ومن يملك البندقية هو الذي يفرض قراره، ولكن الوضع في الجنوب قد ينتهي بتسوية سياسية في إطار الوصاية الدولية. وضرب مثلاً بضعف المرتبات حالياً فقال إن مرتب الأستاذ الجامعي كان عام (65) يساوي مائة وخمسين جنيهاً، ولكن ثمن الخروف كان جنيهين فقط، وكان شوال البصل (70) قرشاً فكان المرتب يمكن من شراء (70) خروفاً و(30) جوال بصل، والآن مرتب الأستاذ الجامعي (3) آلاف جنيه لا يمكنه بها شراء خروفين فقط وشوال بصل واحد فقط، ولم يعد أمام الأستاذ الجامعي سوى أن يغسل عربته بنفسه ويصبح معظم السودانيين تحت خط الفقر إذا كان هذا هو حال الأستاذ الجامعي. لذا أصبحت كل الأعمال لا تؤدى بصدق والكل يبحث عن التهرب عن العمل وكثرت حالات الهروب إلى دول الخليج، وبذلك سيكون د."حسن مكي" قد نبه إلى أمر خطير يحدث الآن حتى على مستوى النخبة، فهل ننتبه قبل فوات الأوان؟ سؤال غير خبيث إذا مرتب الأستاذ الجامعي لا يمكنه من شراء خروف.. فكم خروف يجلبه مرتب العامل؟