رقية أبو شوك (صوت الأذان)... باسمك يا رب أتبلى الريق جاءنا رمضان بخيرو الوفير وكرمو النبيل، رغم الفقر وارتفاع الأسعار إلا أنه سيأتي معه الكرم والجود، إنه شهر استثنائي لأن الله سبحانه وتعالى يجزينا على صومه فهو شهر الله (وهو لي وأنا أجزي به)، فعلينا أن نحرص على صومه ونغتنم الفرصة ربما يأتي الشهر القادم ونحن في أعداد الموتى ونكون قد أضعنا فرصة كبيرة تتمثل في الرحمة والمغفرة والعتق من النار، نسأل الله أن يبلغنا رمضان وأن يقدرنا على صيامه وقيامه وعلى إكرام وإفطار من لا إفطار له (من أفطر صائماً فله أجر صائم).. فلنبحث عن هؤلاء حتى تملأ صحائفنا بالحسنات. ولأنه شهر استثنائي كما أشرت أذكركم عبر هذه المساحة بالسعي للنيل من أيام الرحمة جلها ثم ننتقل لأيام المغفرة بكل ثقة ونمشي بخطى ثابتة للعتق من النار.. فالذي يختاره الله في العشرة الأواخر فإنه شخص غير عادي والله أعلم، لأن العشر الأواخر هي الأيام التي أنزل فيها القران والذي أنزل في ليلة خير من ألف شهر وهي ليلة القدر.. فالقرآن أنزل في ليلة مباركة وهى ليلة القدر، قال تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ* تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ* سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ).. صدق الله العظيم.. فالقرآن كتاب الله أُنزل في رمضان وتحديداً في (ليلة القدر) والتي يكون حسابها على حد قول الكثير من العلماء بأنها ليلة السابع والعشرين من رمضان وهي ليلة لها مواصفات بعينها. نعم نحن في السودان مازلنا نتصف بصفات الكرم والذي يزداد في رمضان، ومازلت أذكر كلمات كتبت عن رمضان وكرم أهل السودان والتي جاءت بعنوان (رمضان في البيت احساسو عجيب)، فقد أشرت إليها رمضان الماضي لأذكر الجميع بالإفطارات الجماعية في الشوارع، لأن ربما يأتي عابرو السبيل وهم صائمون، وعلينا أن نعد العدة لهم حتى بأبسط الأشياء ولا نكلف أنفسنا، فالجود بالموجود رمضان في البيت احساسو عجيب اتوضأ أبوي وكورك يا ود شمس الله هديك أسى بتغيب شيل الفرشات ناديهو أخوك خليك قريب يا يمة أرح وين الليمون جك الأبري يا ود أصبر جاهز وقريب ونشيل ونخت ونخت ونشيل فوق الشارع مرقوا الجيران يا حاج التوم كيف كان اليوم مالك يا حاج وشك مختوف اتفضل جاي يا ود العم ويمين حرم ياخي انتو ضيوف صوت الأذان باسمك يا رب أتبلى الريق وحلاة القعدة وسيرمس شاي والجبنة بجاي والكيف ملهوف ونشيل ونخت ونخت ونشيل أولاد الحي شالوا الباقات والنوبة وطار حاج إبراهيم يا صائم قوم اتسحر قوم خليك هميم يا صائم قوم ليك قيم بالله عليكم شوفوا الكلام دا كيف.. ألم أقل لكم إنه شهر استثنائي نعشقه ويعشقنا، إنه الشهر التي (تصفد) فيه الشياطين وتفتح فيه أبواب الخير فأكثروا من الخير فيه.. تصدقوا أزرعوا الفرح في قلوب الفقراء وتبسموا في وجوههم وكونوا شيئاً جميلاً يذكركم الناس بالخير ليس في رمضان فقط بل وفي كل الشهر.. فنرحل معنا أشياء رمضان الجميل التي نعملها لبقية شهور العام.
