{ تظل العلاقة بين شعبي وادي النيل (السودان ومصر) علاقة وجدانية وروحية غارقة في المحبة والإخاء، وتمضي منسابة في هدوء عبر شريان نهر النيل رغم أنف الموتورين هنا وهناك الذين ظلوا يشعلون نيران توتر العلاقات الأزلية عبر الإعلام كلما سنحت لهم الفرصة، مستغلين بعض القضايا والأحداث العابرة. { وحقيقة ما يحدث هذه الأيام من (ظيطة وظمبريطة) و(تحرشات إعلامية) في الفضاء السوداني والمصري يؤكد وجود أيادٍ خبيثة تعمل على تعكير صفوة العلاقات الأزلية بين القاهرة والخرطوم، وهذا ما أكده الأستاذ "عبد الرحمن ناصف" المستشار الإعلامي للسفارة المصرية بالخرطوم خلال تصريحاته لصحيفة (المجهر السياسي) بالأمس، حيث أكد أن هناك جهات تحاول التشويش على العلاقة القوية بين مصر والسودان ومحاولة الوقيعة بين البلدين بإثارة قضايا مثل التي تشغل الرأي العام السوداني والمصري هذه الأيام. { لذلك أرجو من السياسيين والإعلاميين في جنوب وشمال الوادي أن يعملوا على تفويت الفرصة على الأعداء والمتربصين الذين يريدون وقف انسياب مياه علاقة الأخوة والمحبة، التي ظلت تجمع بين شعبي السودان ومصر منذ قديم الزمان، وهم في الحقيقة شعب واحد في بلدين يجمعهما نيل واحد، وبمياه تلك العلاقة العذبة نطفئ لهيب نيران الفتنة وإلى الأبد. { وعلينا كسودانيين ومصريين أن ندرك أن العلاقة بين الحكومات والدول قد تتعرض لتوترات وهذا شيء طبيعي، لكن نتمنى أن تظل العلاقة الشعبية بمنأى عن هذه التوترات، ولابد أن نحافظ عليها لأنها الضمان لاستمرار علاقاتنا السياسية والاقتصادية والدبلوماسية والثقافية. { أخيراً.. أختم بتصريحات قديمة متجددة للسفير المصري الأستاذ "أسامة شلتوت" الذي ظل دائماً يصف العلاقة بين بلدينا (السودان ومصر) بأنها تمر بأفضل حالاتها، مشيراً إلى سعي القاهرة والخرطوم إلى تكامل حقيقي، مؤكداً ذلك بلقاءات القمة التسعة التي جمعت الزعيمين "البشير والسيسي" خلال عام واحد. } وضوح أخير { لنردد جمعياً هذه المقاطع من (آسيا وأفريقيا) رائعة الشاعر الراحل المقيم "تاج السر الحسن" التي تغنى بها الفنان القامة "عبد الكريم الكابلي": مصر يا أخت بلادي يا شقيقة يا رياضاً عذبة النبت وريقة ياحقيقة مصر يا أم جمال .. أم صابر ملء روحي أنت يا أخت بلادي سوف نجتث من الوادي الأعادي فلقد مدت لنا الأيدي الصديقة وجه غاندي وصدى الهند العميقة
