حين غنى "عبد العزيز محمد داوود"- رحمة الله عليه- رائعة الغناء السوداني (أنة المجروح) وقال: (عدل الطبيعة جعل .. جور الحبيب مسموح)، لم يعترض الناس على تلك الطبيعة، ولم يقولوا إننا نشجب وندين ونستنكر ما جاء في موجز قوانين الطبيعة الجائرة، ولم نسمع الناطق الرسمي باسم الشعب وهو يقول أيتها الطبيعة (اتلومتي)، بل قالوا يحيا العدل وأهدوا لها ما تيسر من حب وسمع وطاعة. مافي أي زول دق جرس.. وذلك هو السبب الحلال الذي جعل غالبية العشاق يجورون ببذخ معلقين الجور والأمور و(الحركات) في شماعة عدل الطبيعة الذي بدوره جعل جور الحبيب مسموحاً. سبب آخر، أضافته "إنصاف مدني" حين قالت: (إنت تأمر ونقول سمح عشان جميل عشان سمح) فصارت السماحة وعدل الطبيعة من دواعي الجور والأمر بالمعروف والما معروف. وطالما عدل الطبيعة بجلالة قدره قد أصدر قراراً تاريخياً بجواز جور الحبيب فعلى البني آدمين في أنحاء المعمورة كافة السمع والطاعة. واحد يفتح خشمو مافي.. هذا القرار برعاية عدل الطبيعة وجهات أخرى.. عدل الطبيعة دائماً يقف بجوار الحبيب ويسانده في كل المواقف الخالية من المواصلات.. وحده الحبيب وبواسطة عدل الطبيعة يستطيع أن يصل بدون مواصلات.. لأن القاعدة تقول مقابل كل إهداء من (الجور الفاخر) ينبغي عليك إهداء الحب، ومش أي حب (حب الشحيح للمال.. حب الجبان للروح). وطالما العشاق راضون عن هذا الإجراء، ولا توجد أي بلاغات بهذا الخصوص، فلا داعي لقيام جمعيات مناهضة ظلم عينيك. حيث يقول المثل: (سيد الجور راضي شن دخل المنظمات). الرائع في الأمر أنهم لا يرون ذلك جوراً وظلماً، بل يترجم ذلك في لغة الريد على أنه دلال وجمال وحاجة حلوة. بدليل الأغنية الأنيقة جداً (في هواك يا جميل العذاب سراني) و(العذاب في الهوى مستطاب).. لذلك لا أحد يقول للحبيب (تلت التلاتة كم) إلا إذا أراد مخالفة عدل الطبيعة.. إذا أخبره عقله أن يعلق بمشاكل مع الطبيعة، فهذا كلام آخر. ثمة جور يقرأ عدلاً، فقط لأن من أصدره يحتل منصباً رفيعاً داخل قلبك.. ظلمه على قلبك زي العسل. و....... واضح لدواعٍ في بالي.