في ساحة (تروكاديرو) في باريس خذلني أحد الأصدقاء حينما رفض أن يركب معي في سيارة الأجرة. صاحبي (خواف) درجة أولى من الكلاب.. مهلكم يا جماعة الخير السائقة الحسناء كانت تصطحب معها كلباً عملاقاً من فصيلة الوولف عضة منه تودي القبر، طبعاً محسوبكم اضطر لمرافقة الزول الخواف والمشي لمسافة خمسة كيلوات في عز البرد من أجل كلب. الحكاية وما فيها أن معظم سائقي التاكسي من الجنسين في باريس يصطحبون معهم كلابهم خوفا من طوارئ الليل واللصوص والسكارى والمحششين، وربما لمآرب أخرى الله وحده أعلم بها. ما علينا، تذكرت مشهد السائقة الحسناء وكلبها الولوف وأنا استمع إلى أغنية (يا التاكسي) للملحن الكويتي مشعل العروج وهو يلعلع بصوته (بالتاكسي خذني معك يا التاكسي)، والأغنية رغم أنها مرتبطة بالتاكسي غير أنها رومانسية وحلوة وتجنن كمان. اسمعوني، قبل ظهور الأغنية الكويتية إياها أذكر أن صديقنا الشاعر المبتكر عبد الوهاب هلاوي كتب نصاً بعنوان "تاكسي" نعم تاكسي، الأغنية للأسف لم تجد حظها من الانتشار، ولا زلت أذكر أن الإعلامي عاصم محجوب كان يسعى مع هلاوي لتصوير تلك الأغنية في بعض شوارع الخرطوم، الآن بعد انتشار بلاوي الركشات والدفارات أدعو صاحبنا هلاوي لإخراج هذه الأغنية من الأضابير مع ضرورة اختيار فنان مؤثر لأدائها، واقطع ضراعي أنها ستكون أغنية الموسم وربما تفوز بسابق ماراثون أفضل عشر أغنيات. ما علينا، عموماً نجد أن التاكسي كان ولا يزال يشكل أهمية في الخطاب الفني في العالم العربي، وسبق أن شهدت السينما المصرية فيلم (تاكسي الغرام) ، في هذا الفيلم وهو من فصيلة الأبيض والأسود غنت الراحلة هدى سلطان (يا تكسي الغرام يا مأرب البعيد) كما أن هناك فيلماً مصرياً آخر بعنوان (سائق التاكسي) يصور مشهد سائق صعيدي متربس يتعرض في شوارع القاهرة لسيناريوهات ومواقف تجعله يخرج عن طوره. المهم يا جماعة الخير إن تاكسي الأيام يعبر بسرعة لإعلان إطلالة شهر رمضان، ومن غير المعروف كيف سيتدبر الغلابة أمورهم في الشهر الفضيل.. سترك يا رب.