1 الحمد لله رب العالمين الحافظ .. المانع الذي لطف بنا مساء أمس، ويلطف بنا كل صباح ومساء منذ أن تخلَّقنا أجنة في أرحام أمهاتنا، ونحن بعد عصاة ومخالفين . اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك . 2 مزعج ذلك القرار الذي أصدرته ولاية الخرطوم بفرض رسوم إنتاج جديدة على المصانع، تحصلها هيئة الجمارك . واشتكى أصحاب مصانع الحديد من إجراءات تعسفية بوقف سحب منتجات المصانع ما لم يسددوا رسوماً بمليارات الجنيهات!!وإذا كانت الدولة تتحدث عن تشجيع الاستثمار و تصدر قوانين لحماية الاستثمارات والمستثمرين، فإنها تخالف وتضر بالمشروعات الاستثمارية، بل تفرغ كل قوانينها من محتواها.كل ولاية وكل محلية تريد أن تزيد إيراداتها، فيكون كل التفكير موجه ناحية الرسوم والجبايات الجديدة، بمختلف المسميات والمبررات. وهكذا هرب أكثر من (700) مشروع استثماري خلال الأعوام القليلة الماضية من السودان إلى إثيوبيا المجاورة، باعتراف وزارة الاستثمار الاتحادية في بيان أمام البرلمان العام الماضي. الصناعة في بلادنا أصلاً متخلفة، و تعاني ما تعاني، وأسواقنا صارت تزدحم كل يوم جديد بصنف جديد من السلع المستوردة من الحلويات إلى أحدث الموديلات من السيارات ومواد البناء والأثاث الفاخر، مروراً بالخضروات والفواكه، العصائر، الألبان والأجبان!! فهل نساعد مصانعنا أم نضيف عليها أعباءً مالية إضافية ؟ إن الذين صبروا وصابروا وأصروا على الاستثمار والصناعة في بلدهم، رغم ما يلاقون من مضايقات، أحق بالتكريم وأولى بالرعاية والدعم والتشجيع، وليس المطاردة والتطفيش ليلحقوا بالهاربين إلى (البزنس السهل) .. بزنس المضاربات والصفقات المشبوهة و الكوميشنات، أو تحويل الأموال إلى دول أجنبية. لطفاً بالمستثمرين الوطنيين والأجانب.. لطفاً بالاقتصاد السوداني . 3 يزور النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول " بكري حسن صالح " صباح اليوم وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي. أرجو ألا يتم استهلاك زيارة السيد النائب الأول في الاستماع لتقارير باردة وغير واقعية عن الإصلاح الاقتصادي وانخفاض نسبة التضخم.. و ... !! السؤال الأول والأخير هو : إلى متى يستمر (الدولار) وتوابعه من عملات العالم ترتفع في أسواقنا بهذه الوتيرة التصاعدية المخيفة ؟! ما تقولوا مرتفع في " مصر " برضو .. أنتوا احتياطيكم كم .. واحتياطي " مصر " كم ؟! لماذا لا يرتفع الدولار بذات الوتيرة في " إثيوبيا " و " إريتريا " الجارتين الفقيرتين ؟! وما تقولوا : السبب الحصار الأمريكي .. لأنو الحصار كان أسوأ سنة 1998 م، لما كان وزير المالية الدكتور الراحل " عبد الوهاب عثمان " .. و الدولار ما زاد في السوق الأسود سنتين!!.