تقرير – فاطمة عوض ارتبطت مشكلة تفشي الإسهالات المائية بعدد من الولايات بالمياه التي تعد السبب الحقيقي وراء الإصابات التي اجتاحت الولايات، بجانب تردي صحة البيئة والأطعمة الملوثة. تدخل السلطات الصحية بإرسال كوادر ومعينات لاحتواء الموقف في الولايات أظهر ضعف أداء بعض الولايات، مما تسبب في انتشار المرض لتقصيرها وتقاعسها عن القيام بواجباتها تجاه العمل الوقائي والتوعية وتوزيع المعينات وكلورة المياه مبكراً حسب مصدر طبي تحدث ل(المجهر)، فيما وجه وزير الصحة بولاية الخرطوم د. "مأمون حميدة" جميع المحليات بالكلورة اليومية لمصادر المياه بما فيها (عربات الكارو) و(124) بئراً، والاتفاق مع هيئة مياه الخرطوم بمراقبة مصادر المياه داخل وخارج الشبكة وتخصيص سبع عربات للإشراف ورفع التقارير اليومية. وشهدت الولايات المتأثرة بمرض الإسهال المائي استقراراً في أعقاب كلورة المياه وتوفير العلاجات، حيث شهدت ولاية النيل الأزرق حالة استقرار نسبي أمس خاصة في محلية الروصيرص وتناقص عدد الحالات الجديدة، وشفيت بعض الحالات المحتجزة بالمستشفى. وقد تراجعت حالات الإصابة بالإسهال المائي بولاية النيل الأزرق إلى (56) حالة وفق آخر إحصائيات سجلتها مستشفيات ومراكز الولاية. وقالت وزيرة الدولة بوزارة الصحة د. "سمية إدريس أكد" إن الحالات كانت قبل أربعة أيام (182) حالة انخفضت في اليوم التالي إلى (176) حالة إلى أن وصلت (56) حالة، لافتة إلى أن الحالات في طريقها إلى الانحسار بعد الجهود المقدرة للفرق الصحية الاتحادية والولائية والدور الداعم والقوي للفرق الطوعية الشبابية والطلابية والمرأة وقوات الشعب المسلحة والشرطة وجهاز الأمن الوطني، وأوضحت أن التوعية التثقيفية والإجراءات الاحترازية والوقائية أسهمت في خفض معدلات الإصابة بالإسهالات المائية. وفي سياق ذي صلة، دشنت وزير الدولة بالصحة "سمية أكد" ووزير الصحة بالولاية د. "عبد الرحمن بلعيد" ومعتمد محلية الروصيرص "الشيخ أدهم الشيخ"، دشنوا حملة إصحاح البيئة بالمدينة التي ستستمر لمدة عشرة أيام بمشاركة واسعة من منظمات المجتمع المدني والاتحادات. وأكد "بلعيد" أن الموقف الصحي الآن تحت السيطرة، لافتاً إلى أن الحالات المبلغ عنها قد انخفضت تماماً بعد الجهود المقدرة على المستويين الاتحادي والولائي، حيث تم التبليغ عن أربع حالات فقط، ثلاث بمستشفى الروصيرص وواحدة بمستشفى الدمازين سيتم تحديدها بعد تشخيصها. {حقائق عن بكتيريا "إي كولاي" يقول د. "أحمد علي" إن بكتيريا "إي كولاي" أو البكتيريا المعوية هي نوع من البكتيريا التي يحملها البشر في أمعائهم بشكل طبيعي، لكن هذه الصداقة بين البكتيريا والبشر قد تختل عندما تنمو أنواع من هذه البكتيريا القادرة على إفراز نوع من السموم يؤدي إلى مضاعفات خطيرة. وأضاف إن الخازن الرئيسي لهذه البكتيريا هي آكلات الأعشاب خاصة الأبقار، وذلك عندما تتلوث اللحوم والخضروات والمياه بفضلات هذه الحيوانات. ويكتسب الإنسان العدوى عن طريق الطعام أو الماء الملوث بهذه البكتيريا، وبعد فترة حضانة قصيرة تمتد من (3-4) أيام تظهر أعراض الإسهال الذي ربما يكون خفيفاً في بعض الأحيان، لكن قد يكون حاداً مصحوباً بدم. وقد ترتفع درجة الحرارة أحياناً، ولكن في الغالب تبقى في المعدل الطبيعي ويعاني حوالي (8%) من المرضى المصابين بهذه البكتيريا (وخاصة الأطفال تحت الخامسة وكبار السن) من تكسر في الصفائح الدموية وفشل في الوظائف العصبية أو ما يسمى بمتلازمة الانحلال الدموي اليوريمي، وفي بعض الحالات يبلغ معدل الوفاة (3– 5) حالات.. وهذا النوع من البكتيريا المعوية (إي كولاي) هو المسؤول عن هذه المضاعفات ويوجد أكثر من (200) نوع من هذه البكتيريا، منها ما يقارب المائة لها علاقة مؤكدة بأمراض الإسهال عند الإنسان. ومنذ عام 2005 بدأ تسجيل حالات لها علاقة بالبكتيريا من نوع (STEC O104) وهو المسؤول عن الحالات المنتشرة هذه الأيام في الاتحاد الأوروبي، لكن الحالات كانت نادرة الحدوث حتى مايو2011 حينما لوحظ ارتفاع في حالات الانحلال الدموي اليوريمي (HUS) ناتجة عن الإصابة بحالات حادة مع الإسهال. وقال د. "أحمد" إن الناقل الرئيسي لهذه الفاشية لم يتحدد حتى الآن على الرغم من التحقيقات المكثفة، وإن كان هناك اشتباه في الخضار المستوردة مثل (الخيار، الخس والسبانخ)، لكن لم يثبت إلى هذه الساعة. ومن الملاحظ في هذه الفاشية أن أغلب الحالات كانت في صفوف البالغين وأن ثلثي المصابين هم من النساء. { إجراءات وقائية حدد د. "أحمد" عدداً من الإجراءات الاحترازية التي تقي من انتشار هذه البكتيريا منها غسل اليدين جيداً بالماء والصابون وتجفيفهما بعناية، وذلك قبل تحضير أو تقديم أو أكل الطعام، وبعد استخدام دورة المياه أو تغيير الحفاضات للأطفال، وبعد ملامسة الخضروات الطازجة أو اللحوم، وبعد ملامسة أي حيوان في المزرعة أو فضلات حيوانات المنزل الأليفة. كما يمنع تكليف شخص مصاب بإسهال بتحضير الطعام للآخرين، وطبخ اللحوم جيداً وإزالة قشرة الفواكه وغسلها جيداً تحت الماء، بجانب غسل كل الخضروات جيداً بالماء الجاري من الحنفية. وشدد د. أحمد علي" على أن الطبخ الجيد للخضروات يقضي على البكتيريا والفيروسات، وتجنب خلط الخضروات الطازجة واللحوم النيئة بالأخرى المطبوخة فإن هذا يؤدي إلى تلوثها. { الأعراض علامات وأعراض عدوى بكتيريا "إي كولاي" تبدأ بعد مرور ثلاثة إلى أربعة أيام من التعرض للبكتريا، وقد تظهر العدوى بعد مرور يوم واحد فقط حتى أسبوع أو أكثر. ومن أعراض وعلامات بكتيريا "إي كولاي": الإسهال، الذي يتراوح ما بين إسهال بسيط إلى مائي أو مصحوب بالدم وغثيان وقيء وتقلصات في البطن، يتبعها فشل في وظائف أعضاء الجسم الحيوية مثل الفشل الكلوي. ومن المصادر التي تسبب إصابة الإنسان بهذا النوع المميت من بكتريا "إي كولاي" تناول الأطعمة والمياه الملوثة وخاصة الخضراوات النيئة واللحم المفري البقري غير المطهو.. والأشخاص البالغون الذين يتمتعون بصحة جيدة عادة ما يتم شفاؤهم من العدوى بسلالة في خلال أسبوع، أما الأطفال الصغار والمتقدمون في العمر فتظهر عليهم أعراض تهدد حياتهم من الإصابة بفشل في وظائف الكلى وتقلصات في البطن وآلام بها، وغثيان وقيء، عند البعض من الأشخاص. { الأسباب سلالات قليلة من بين سلالات "إي كولاي" المتعددة هي التي تسبب أعراضاً من الإسهال، وهناك مجموعة واحدة من هذه البكتيريا والتي يكون من بينها سلالة (O157:H7) تفرز سموماً قوية تعمل على ضمور الغشاء المبطن للأمعاء الدقيقة والتي يظهر معها الإسهال المصحوب بالدم. ومن بين المصادر المحتملة التي تزيد من التعرض للإصابة بهذه البكتيريا هو تناول الإنسان للطعام أو المياه الملوثة.