{ حزنت كثيراً واعتصرني الأسى مجرد أن قرأت نبأ رحيل (حوت) الدراما المصرية و(دنجوانها) ساحر الدراما العربية النجم الفنان "محمود عبد العزيز" الذي ترَّبع على عرش قلوب عشاق الدراما العربية وفي مقدمتهم نحن في السودان، وذلك من خلال صدقه الفني وعبقريته في تجسيد الأدوار التي يصل بها إلى درجة من التطابق مع دراما الواقع. ويكفي التأكيد على التميز الإبداعي في الأداء التمثيلي للفنان الراحل المقيم "محمود عبد العزيز" تشخيصه أو تجسيده لشخصية رجل المخبرات المصرية (رافت الهجان) والذي يعتبر من أبرز وأعظم أعماله الدرامية التلفزيونية. { والشيء الذي لا يعلمه الكثيرين أن بطولة مسلسل (رافت الهجان) عرضت في الأول على زعيم الدراما العربية الفنان "عادل إمام"، لكنه رفض العرض بحجة أن العمل يتناول نفس مضمون مسلسل (دموع في عيون وقحة) الذي قام ببطولته ولا يريد أن يكرر ذات التجربة ليذهب (الهجان) لساحر الدراما المصرية وحوتها العظيم "محمود عبد العزيز". { أذكر في اليوم الحزين الذي رحل فيه مطرب الشباب السوداني الأول والأخير "محمود عبد العزيز" وعم حينها الخبر القرى والحضر بالداخل والخارج.. وكانت قوة خبر فاجعة رحيل ساحر الأغنية السودانية الفنان "محمود عبد العزيز" (الحوت السوداني) الذي حرق القلوب وأشعل الحزن في كل الساحات والمساحات بما فيها المساحات الإسفيرية وكان أثر ذلك أن جعل الكثيرين يظنون أن الذي رحل هو ساحر الدراما العربية الفنان "محمود عبد العزيز" (الحوت المصري)، مما جعل الفنان المصري العظيم يعمم نفي خبر رحيله مع التأكيد أن (الخبر المدوي) نعى الفنان "محمود عبد العزيز" السوداني. { ومن هنا بكل وضوح أقول إن (حوت الدراما العربية) الممثل "محمود عبد العزيز" المصري و(حوت الأغنية السودانية) المطرب "محمود عبد العزيز" لم يتطابقا في الاسم فقط، بل تطابقا في الصدق الفني والتفرد الإبداعي وفي عبقرية الأداء، كما تميزا بالخلق الإنساني القويم، وهذا ما جعلهما يتربعان على عرش قلوب الملايين من محبيهما وعشاق فنهما. • { عندما رحل (الحوت السوداني) حرص كل من في الوسط الفني والإبداعي على تقديم واجب العزاء، حيث امتلأت ساحة العزاء ب(حي المزاد) البحراوي بالنجوم والمشاهير من مختلف الأجيال كما حضر عدد كبير من رجال السياسة. • نفس المشهد تكرر في القاهرة (الاثنين) الماضي، حيث امتلأت قاعة عزاء (الحوت المصري) وبسبب الأعداد الضخمة للمعزيين من نجوم الفن والسياسة واستمر العزاء لأيام وظل المعزين يغادرون مكان العزاء سريعاً حتى يتمكن غيرهم من الدخول. { نسأل الله الرحمة والمغفرة للفنانين العظيمين: محمود عبد العزيز" السوداني، و"محمود عبد العزيز" المصري، وأن يلهمنا وذويهما الصبر على رحيلهما.