بقلم – عادل عبده العلاقة بين التعليم الخاص بشقيه الثانوي والأساس والتعليم الحكومي تشكل نموذجاً من التداخلات العضوية والتشكيلات المتطابقة في الأهداف والمرامي النبيلة، وقد يجد المرء أن كليهما يرتبط بحبل ممدود وخيوط متماسكة في خدمة الاستنارة والعلم وبناء القدرات والمهارات التي توفر المقومات الهائلة لخلق الأجيال القادرة على استنهاض المجتمع نحو فضاءات المجد والعزة. فالتعليم الخاص والحكومي شريكان في المسؤولية الوطنية التي تعتبر بأن العلم من ركائز الثروة القومية للدولة وأن المعلمين من الجنسين هم رسل الحضارة والرقي، فضلاً عن ذلك هم يمثلون حجر الزاوية في ترسيخ وتقوية المسار الأخلاقي والاجتماعي والحياتي والاقتصادي. ماذا قدم التعليم الخاص؟.. وهل تسري في جسده شحنات من الغبن تفتح باب المناشدة والتقييم والرجاء للمسؤولين الحكوميين، لتقدير دوره المتعاظم في الرسالة التربوية داخل المجتمع على رأسهم وزير التربية والتعليم بالولاية "فرح مصطفى"؟! في الصورة المقطعية ارتسمت لوحة مضيئة في وجه طالب طموح يعشق ركوب العلا والنهضة والنكهة العصرية ويرفض النمط التقليدي والأشياء الكلاسيكية، حيث وجد ذلك الطالب ضالته ومبتغاه في التعليم الخاص حيث ظل في قمة الابتهاج والغبطة والراحة النفسية وهو يعيش في أحضان النظام الفريد الموجود في التعليم الخاص واجتهادات المعلمين الأكفاء والأوتكيت الجاذب في توصيل الجرعة العلمية، فضلاً عن ذلك يموج التعليم الخاص بالعديد من المزايا والخصائص التي ترفد العملية التربوية والتعليمية بالعصب الكهربائي الذي يبعد عن الطلاب علامات الوهن والتشتيت الذهني. فهنالك دلالة طابور الصباح وما يحتويه من إرشادات غير مسبوقة في الوعي والتربية فضلاً عن قيام الرحلات الجغرافية إلى مناطق البلاد المختلفة وترسيخ السلوك الحضاري من الزاوية العصرية للتلاميذ الصغار في التعامل مع المجتمع، علاوة على التفرد باحتفالات نهاية العام التي تقدم خلالها كبسولات هائلة في التراث المحلي والمراجعة التاريخية.. بلغت مدارس التعليم الثانوي الخاص بولاية الخرطوم حوالي 677 مدرسة فيما بلغت مدارس الأساس الخاص حوالي 1652، وبلغ أعداد طلاب الثانوي الخاص 127784 فيما أصبح تلاميذ الأساس الخاص 550143 تلميذاً يتلقون الجرعات التربوية من 8412 معلماً في الثانوي، فيما يوجد 20204 معلماً في الأساس الخاص وذلك خلال الفترة المنصرمة.. بقدر ما انعكست صور التطور في هذا الزخم كانت مجالات النجاح واضحة ومتألقة على صعيد تلاميذ الثانوي الخاص خلال امتحانات مارس 2016 حيث بلغت نسبة الناجحين من الجنسين (76.2%) فيما تفوقت النسبة أكثر من (80%) في الأساس الخاص. يكابد القائمون على أمر المدارس الخاصة في معالجة الإشكاليات المتعلقة بالضرائب ورسوم المحليات مع الجهات المختصة في إطار المصلحة العامة والتفاهم المشترك بين الطرفين، فضلاً عن احتواء التداخلات الأخرى حتى يتسنى إزالة بعض الغبن في التعليم الخاص. من يمن الطالع أن مؤسسات التعليم الخاص وجدت الاهتمام والتقدير من السيد رئيس الجمهورية الذي أشار في قراره الرئاسي بتاريخ 14/5/2016 بإسهامات التعليم الخاص بالدولة ودوره المتعاظم في سد نقائص التعليم داخل المجتمع.. المحصلة تؤكد بأن التعليم الخاص يقدم خدمات جليلة في العملية التربوية تدق في خلجات النفوس وتتوغل في العقل والمنطق، وهي بلا شك ملحمة توثيقية دالة على تكاتف شريحة وطنية في توصيل رسالة خالدة جاءت من صلب الوحي الرباني!