هو "شداد" براءة؟ أم وضاح نقل الأستاذ "محمد الشيخ مدني" أمنيات عبَّر عنها حديث لرئيس الجمهورية لا يندرج إطلاقاً في خانة الخصوصية، لأن حديث الرئيس في كل زمان ومكان هو حديث مسؤول يؤخذ به ويمنح ما يستحق من التحليل والتفنيد. نقل "ود الشيخ" أمنيات الرئيس بعودة الدكتور "كمال شداد" إلى موقعه في قيادة الكرة السودانية، وما بين الأمنيات والواقع الذي تعيشه الرياضة السودانية تزدحم المآقي بالدموع حزناً وحسرة على التقهقر الرياضي الذي تعيشه البلاد وتحديداً كرة القدم اللعبة التي كنا روادها في أفريقيا والوطن العربي، وبل ومؤسسي اتحادها لتتذيل الآن القائمة الأفريقية بتصنيف مخجل وقائمة الفيفا للمنتخبات بتنصيف (يشرط العين)، ورغماً عن ذلك يتمدد الاتحاد العام في دوراته ويقود الكرة السودانية نحو الهاوية دون أن يعترف أو يتجه لحائط المبكى لعله يكفر من الذنوب التي ارتكبوها في حق المنتخبات وحق الأندية السودانية، وفي ظل هذا الواقع المأزوم يحال للمعاش الإجباري أمثال الدكتور "كمال شداد" الخبير والرقم والرمز، وتقود الرياضة أسماء وافدة وحديثة عهد بالوسط الرياضي، ولعل أمنية الأخ الرئيس بعودة "شداد" لم تفعل فينا أكثر من أنها نكأت الجراح، وكثيرون في قامة الرجل جلسوا في بيوتهم يتابعون ويعضون بنانهم حسرة و(زعل) على حال البلد، كثير من المؤسسات يقودها (أقزام) حتى لا يجرأواعلى التطاول في وجه الفشل أو يعترفوا بخيبتهم القوية (والعمالقة) أجبروا على ملازمة دكة الاحتياط، فليست الرياضة وحدها هي التي أصيبت (بمتلازمة التمكين) (الودت) البلد في ستين داهية، ومجالات كثيرة في الصناعة والسياحة والبحث العلمي والاقتصاد أصابتها لعنة من لا يدرون ولا يعلمون أنهم لا يدرون وهذه مصيبة، لكن الأكثر فجيعة هم أولئك الذين يدرون أنهم لا يدرون ورغم ذلك مكنكشين وفالحين في الإقصاء وحبك المؤامرات وتطفيش أصحاب الفهم والفكر. فيا سيدي الرئيس ليس "شداد" وحده الذي نتمنى عودته ليقود الرياضة، لكنهم كثير من الطيور المهاجرة في الخارج أو التي تمارس هجرة داخلية انزواءً وانكفاءً بأمر الحزبية والشللية والمصلحية، وعودة هؤلاء إلى سدة المسؤولية تعني عودة العافية إلى جسد السودان المثخن بالجراح، لكنه ظل يقاوم رغماً عن أنف التجريب والتخبط والعشوائية وغياب فقه الاستقالة لمن فشل، وخلوا أرفف الصيدليات من حبوب منع الخجل التي أدمنها بعضهم مجاهراً بتعاطيها نص النهار غير عابئ بفشله أو جهله أو تخبطه. { كلمة عزيزة لم يتمكن البرلمان من إجازة قانون الانتخابات أو التصويت عليه نسبة لغياب السادة نواب الشعب عن الجلسة المهمة، ولمعلومية القارئ الكريم أن النواب لم يتغيبوا لوجودهم في دوائرهم الانتخابية لمتابعة قضايا مواطنيهم والبحث عن حلول لمشاكل الدوائر التي حملتهم أصواتها إلى تحت مبنى القبة البرلمانية، وبالتالي طالما الناس ديل لا في البرلمان لا مع مرشحيهم يكونوا مشوا وين يا ربي؟. اللهم لا تؤاخذنا بما فعل (النواب) فينا، فهذا قدرنا كما أقدار كثيرة نتحملها بصبر الصابرين. { كلمة أعز قالت لي صديقة أمس، معلقة على خبر انقلاب عدد من السيارات وتحطمها في العقبة بشارع بورتسودان: إن هذه العربات تخص نواب البرلمان، وقالت: يبدو أن دعوات المواطن المغبون أصبح ليس بينها وبين السماء حجاب، فخلوا بالكم والدعوات لا يرصدها راصد ولا يمنعها رقيب.