(ظاهرة الاغتصاب).. حيرت الإنس والجان!! رقية أبو شوك ظاهرة اغتصاب الأطفال بالسودان ظاهرة تنامت وازدادت وتيرتها خلال الفترة الماضية، وكان على ما أعتقد اغتصاب الطفلة "مرام" أول حالة.. وبدأت بعد ذلك في الازدياد يوماً بعد الآخر، فعندما نقرأ عن هذه الحالات الشاذة نصاب بالذهول وكأننا في حلم وعندما نفيق منه نطرح عدة تساؤلات بدون من أن نجد لها إجابة.. من بين هذه التساؤلات ماذا أصاب مجتمعنا السوداني؟؟ وماذا أصاب شبابنا وهم يجرؤون على ارتكاب هذه الجريمة البشعة يغتصبون أطفالاً لم يتجاوز أعمارهم الخامسة بعد؟؟ والغريب في الأمر أن حالات الاغتصاب في بعض الأحيان قد يشترك فيها أكثر من شخص وتكون الضحية طفلة تختفي من الأهل، وبعد بحث مضنٍ يجدونها (مرمية) في الشارع العام وهي في حالة صعبة فتنقل إلى المستشفى لإجراء الفحوصات اللازمة عليها التي تؤكد اغتصابها وبعدها تفارق الحياة... وهكذا!! وحالة طفلة كوستي الأخيرة تحكي أبشع جرائم الاغتصاب ما يؤكد الوحشية وانعدام القيم والأخلاق الفاضلة التي تربينا عليها!! فالأمر بحاجة إلى وقفة كبيرة جداً من الدولة وحسم هذا الأمر الذي ازداد حتى أصبح ثقافة، فعندما يتم الحسم بصورة فورية وأمام الملأ بأن يتم إعدام من قام بهذا الفعل الشنيع فحتماً ستكون عبرة لكل من يتجرأ على فعل هذه الجريمة النكراء.. وعندما تحدث أحدهم نفسه مثلاً باغتصاب طفلة لم يتجاوز عمرها ثلاث سنوات وفجأة يتذكر ما فُعل بآخر مغتصب فهو بلا شك سيتراجع ويطرد الشيطان من أمامه. فهذه الجرائم لا تحتمل المجاملة أو عفا الله عما سلف لماذا نعفو بعد أن دمرت فلذات أكبادنا؟؟ لماذا نسامح بعد أن فقدنا عزيزة علينا نتيجة عمل بشع محرم ونحن مجتمع الإسلام والدين الذي نهانا عن فعل المحرمات؟؟ فهنالك سورة كاملة تحرم الزنا هي سورة (النور)، التي كانت تدرس لنا ونحن في المرحلة المتوسطة ولم نبلغ سن الرشد، حيث إن الحكمة من ذلك هي بناء جيل محافظ ليعرف القيم الإسلامية التي تنهى عن الحرمات (السرقة والزنا). فقصة "مرام" وقف عليها كل الناس وحزنوا عليها، باعتبار ما حدث ظاهرة دخيلة، وحينها كتب الشاعر "حاتم حسن الدابي" قصيدته المشهورة "مرام" التي تغنى بها فنان الطنبور "جعفر السقيد" لتكون وقفة للجميع، حيث أكد الشاعر أن ظاهرة "مرام" تبرهن على عدم الأمان، وهذا حقيقة حيث ما زالت الأسر تعيش حالة عدم أمان منذ ذلك الوقت وحتى الآن.. ومنذ ذلك الحين تنامت الظاهرة!! وإليكم بعض ما كتب عن (مرام): مرام مرقت على الجيران ومرن ديل كم ساعات غابت نجمة الضيفان واكتست الأرض ظلمات حكايتها كان ويا ما كان حكاية تشيب الولدان حيرت الأنس والجان وبرهنت إنو مافي أمان رجع وأد الطفولة زمان زمن عبدت هبل ومناة بدون إنذار بدون أسباب مرام غدروها جمب الباب مرام هجمت عليها ذئاب طباعم من شريعة الغاب ملاكا حولوهو رفات قلوب لا رحمة لا إحسان مدبجة بي صفات شيطان وظهرت قدرة الرحمن محل أسنانه هو الإثبات يا صاحباتها وينها مرام سماح يا دوبو فرهد قام عمير ما تم خمسة أعوام ملازماها البراءة سمات عيال الروضة يا سمحين لمن جيتوا متماسكين ما شفتوها راحت وين مرام سرقت منام العين مرام حرقت حشا الأمات