يهدد ارتفاع مناسيب النيل الأزرق باجتياح عدد كبير من قرى شرق الجزيرة المطلة على النيل الأزرق ما لم يتم تدارك الأمر على وجه السرعة. وعبر عدد من المواطنين هناك استطلعتهم (المجهر) عن مخاوف حقيقية تهدد وجود قراهم بعد أن باتت بين مطرقة فيضان النيل الأزرق وسندان مياه الأمطار الغزيرة التي تواصل هطولها هناك. وقال ل"المجهر" المواطن "محمد بشرى عباس" من منطقة "البشاقرة شرق" ويجاور منزله النيل الأزرق، قال إن الخطر المحدق بدأ منذ أول أيام عيد الفطر المبارك حيث ارتفعت مناسيب المياه فجأة ووصلت حتى مشارف منازلهم، ولم يفلح الجسر الواقي الذي يحمي المنازل من درء الخطر فاجتاحت المياه هذا الجسر واتجهت بجموح نحو المنازل ما استدعى نفرة أهل القرية للمساعدة والتصدي لها، وعندها تم جلب عدد من وابورات المياه لتفريغ المياه نحو مجرى النهر وعملت على مدار الساعة دون أن تحد بشكل مباشر من خطر الفيضان، ويضيف"محمد": (المشكلة أن فيضان النهر تزامن مع هطول الأمطارالغزيرة، وفي اليوم التالي بدأت المياه في الارتفاع أكثر فأكثر، وباتت أعلى من الجسر الواقي للقرية)، وشكا الأهالي من نوعية "الخيش" الذي قدمته الجهات الرسمية ما اضطرهم لتركه والبحث عن بدائل بالجهد الذاتي، فيما يهدد ارتفاع المنسوب باجتياح قرى"البشاقرة شرق والمقاريت وحلة بلولة وودعشيب ومدينة ودراوة" بالإضافة إلى عدد من القرى المتاخمة للنيل الأزرق على ضفتيه الشرقية والغربية. وفي سياق قال مدير الدفاع المدني بولاية الجزيرة مقرر لجنة الفيضانات والسيول، العقيد شرطة الطيب حسن عثمان ل(المجهر) إنهم طلبوا دعماً من المركز لمجابهة فيضان النيل الأزرق، وأشار إلى أن أنهم طلبوا 20 ألف شيكارة وأن لجنتهم أرسلت 4 آلاف شيكارة أمس و5 آلاف أول أمس، وشدد العقيد على ضرورة دعم المركز لهم، وقال إنهم ألزموا المحليات بضرورة توفير المعينات من (كراكات وقريدرات) لمجابهة السيول والفيضانات، وأضاف أن نهر الرهد شكل تهديداً هذه المرة على قرى الشريف يعقوب والخياري والمهيدي ومحليات أم القرى المتضرر الأكبر، وقال مدير الدفاع المدني إن السيول ضربت قرى شرق الجزيرة الشريف مكي والخطوة والسمرة. وأشار إلى أن اللجنة كانت تعقد اجتماعات دورية قبل السيول والفيضانات في إطار الاستعدادات، وأكد وقوفها على حجم الضرر وإرسالها المعينات بشكل يومي. ونفذت غرفة الطوارئ بجمعية الهلال الأحمر زيارة تفقدية أمس للمناطق المتأثرة بالفيضان والسيول بمحليات أمدرمان والريف الجنوبي بأمدرمان وجبل أولياء للوقوف على أوضاع المتضررين ووصفت الوضع بالسييء.
