عندما يكون العنوان (القاتل الصامت)!! نجل الدين ادم أحياناً كثيرة تصرفنا متابعة الأخبار السياسية وتلك الساخنة وأخبار المال والدولار عن متابعة أخبار خدمية ومعلومات في غاية الأهمية، فنجد أنفسنا نهتم بتلك المؤتمرات الصحفية الكبيرة واللقاء ونتناسى هذه. أشرت إلى هذه المقدمة نسبة لما اصطدمت به من واقع عملي، أن أي منشط أو برنامج عمل ينبغي أن لا نحكم عليه بالعنوان، حضرت الأسبوع الماضي وتحت إلحاح بعض الناشطين ملتقى نوعياً جسد لي الحالة التي أشرت إليها، وقد خرجت مذهولاً من هول المعلومات الغزيرة عن أحد الأمراض الخطيرة التي غالب ما يكون سبيلها الموت، نعم الموت إذا لم يتم تدارك المرض بالصورة المطلوبة، إنه (القاتل الصامت) كما سماه الملتقى مرض (المايستوما) أو (المادونا) ويسببه نبت فطري يضرب الأطراف ويتسبب في تورم وتقرح العضو في شكل مخيف، وينتشر إلى عمق الجسم ويضرب العظام ومن ثم إلى مراكز التحكم المعروفة في الجسم، وللأسف أن المرض غالباً ما يصيب الفقراء من واقع أنهم يلتقطونه من خلال ممارسة حرفة الزراعة والرعي، وتجد الولايات الطرفية هي الأكثر إصابة بالمرض، وخطورة المرض أنه لم يجد له حتى اليوم علاج ناجع، وما يتم استخدامه ربما علاج مؤقت يمكن أن تعود الحالة إلى ما كانت عليه، (7) آلاف مريض في السودان اليوم أو يزيدون ينتظرون العلاج الناجع. سعدت جداً أن الدعوة لهذا الملتقى كانت في شكل نداء لدحر المرض، وجاءت في محاولة لاستنهاض همم المجتمع، لذلك كان الحضور نوعياً وسعدت أكثر عندما جاءت حكومة ولاية سنار في شخص الوالي "الضو الماحي" وأركان حربه من أجل أن يكونوا جزءاً من هذا الهم الإنساني، وولايته واحدة من الولايات الموبوءة، حضر كبار الإعلاميين والفنانين المتطوعين والتشكيليين وقبلهم أساتذة الجامعات والأطباء، وفي كل ذلك يحمد لمركز أبحاث المايستوما وهو يقود هذا التحدي بمشاركة مجتمعية تقدمتها واحدة من الشركات التي نجد بصماتها في مناحٍ كثيرة، إنها شركة سينمار الهندسية صاحبة الامتياز في دفع هذه المسيرة، وقد نالت من قبل جائزة المسؤولية المجتمعية عن قطاع الشركات الهندسية، سعدت على مدى ساعات من الزمن لم أشعر فيها، بالملل بمتابعة واحدة من الهموم والقضايا التي تؤرق مضاجع المواطن السوداني البسيط الذي يفقد حياته وهو يبحث عن لقمة العيش، ويتسبب المرض في إقعاده وتعطيل الإنتاج. حقاً كانت لوحة مجتمعية رائعة حضرها السيد "فخر الدين أحمد" عن سينمار، والبروف العلّامة "الشيخ محجوب" من مركز أبحاث المايستوما، وممثلة منظمة الصحة العالمية السيدة النشطة "نعيمة القصير" والخبير الإعلامي الكبير بروف "علي شمو" الذي اختير سفيراً ل"ميستوما" وممثلون من وزارة الصحة والتعليم العالي وكان ملفتاً حضور الفنانين الشباب وعلى رأسهم "عاصم البنا" والذي منح إنابة عن قبيلة الفن درجة السفير للمرض. حقاً كان شريط الفيديو الذي عرض على الحضور وهو يصور المرض وحجم المعاناة صادماً، فنجد الأطفال والطلاب والكبار والنساء قد تعطلوا بسبب الإصابة، فهؤلاء ينتظرونا لننقذهم. أخيراً.. أتمنى أن أكون بحجم عشم من دعونا إلى هذا العمل الإنساني الخالص وندفع معهم جهود دحر هذا المرض اللعين، والله المستعان.