(1) "عقار" الجديد، ليس هو "مالك عقّار" صاحب (الهمر) أكثر سيارة دهشة تهفو إليها قلوب أبناء أغنياء العالم، وصاحب المليارت التي تنوء بها المصارف على ذمة زميلنا "إسحق فضل الله".. كما ليس هو "عقّار" الشبيه الذي كشفته صحيفة السوداني، وهو شاب من عامة وبسطاء أبناء النيل الأزرق الذين لم يسمعوا ب(الهمر) المدهشة.. "عقار" الجديد هو "فرح عقّار" القيادي بالمؤتمر الوطني، دس الرجل إلينا (مبادرة) لحل النزاع في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان وجبال النوبة.. (المبادرة) المزعومة هي (نيفاشا) جديدة تكرس لقسمة جديدة في الثروة والسلطة.. صحيح أن الرجل (قيادي) في (الوطني) لكنه مندوب سامي بامتياز ل"عقّار" صاحب (الهمر).. ذلك رفع السلاح وروّع المواطنين وارتمى في أحضان الأجنبي وهذا (الصغير) جاء يتبادل معه الأدوار ليجني الأول (ثمار) رفعه سلاحه الآثم.. المبادرة (النيفاشية) تنص على (ضرورة الاتفاق على الحكم الذاتي لتلك المناطق ودعت الطرفين الحكومة وقطاع الشمال إلى وقف إطلاق النار).. لا داعي للخوض في تفاصيل (نيفاشا) الجديدة لأن الوقوف عند الأولى يكفي (نفس الملامح والشبه والقدلة ذاتها ومشيتو).. ترتيبات أمنية، ومرحلة انتقالية، وإعادة انتشار، وتسريح ودمج وهلمّ جرّا؟!.. المبادرة الآثمة ساوت بين ما أسمته الجيشين؟!؛ القوات المسلحة بجلالة قدرها ومرتزقة "عقار وعرمان"؟!.. ماذا قالت (المبادرة) في شأن تمويل مرتزقة قطاع الشمال؟ أرجوكم لا تضحكوا.. (حددت المبادرة خلال الفترة الانتقالية أن يتم تمويل القوات المسلحة من قبل الحكومة على أن يتم تمويل الجيش الشعبي قطاع الشمال من الأممالمتحدة بدلاً من تمويله من قبل دولة الجنوب)؟!. (2) أمريكا بالطبع لم يكفها أن تدهس الشرطة السودانية ثلاثة من أبناء الوطن لأجل عيون السفارة الأمريكيةبالخرطوم، وطالبت حكومتنا باستقبال قوة من جنود المارينز لحماية سفارتها.. نحن نعلم إن دهست الشرطة كل السودانيين فلن ترضى عنا أمريكا الظالمة السابة لأعظم البشرية.. نشعر ببعض الفخر المشوب بسوء الظن في موقف الحكومة الرافض للطلب الأمريكي المستفز.. سوء الظن ناتج عن الخشية من تصاعد الضغوط الأمريكية على الحكومة.. ربما يخرج علينا مسؤول في الأيام القادمة أن (المارينز) موجودون أصلاً بالسفارة وقد شاهدهم الشعب السوداني وهم في أعلى السفارة بسوبا يحاولون تخويف المتظاهرين، ولا يضير إن زادت أعدادهم قليلاً؟!.. بالمناسبة مازلنا ننتظر خبر تشكيل لجنة تحقيق في أحداث الجمعة الماضية.. دماء الشهداء غالية، صحيح أنهم بذلوها رخيصة في سبيل الدفاع عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، لكن المسؤولية تحتم استجلاء الأمر وتحديد الأسباب. (3) في حوالي العام 1986م دخل علينا ونحن طلاب في جامعة أمدرمان الإسلامية شاب نحيل، ثابت الوطأة ممتلء ثقة بالنفس لا يكبرنا كثيراً.. عرف نفسه أنا "عمر هارون" استاذ علم النفس بجامعة الخرطوم سأسعد كثيراً بتدريس (كورس) مبادئ علم النفس.. الإعلام علم موسوعي يدرس فيه الطالب بالاضافة إلى فنون التحرير الصحفي وعلوم الاتصال ونظرياته، علوماً أخرى مثل الاجتماع والاقتصاد.. كان "عمر هارون" وقتها حاصلاً على الماجستير وهو مازال يافعاً.. كان الشاب "عمر هارون" محباً لتخصصه فأحببنا معه علم النفس ومضى (الكورس) سريعاً وانقطع التواصل بين الطلاب ومعلمهم.. اليوم ملأ البروفيسور "عمر هارون" سماء الأكاديميات بإسهاماته العلمية وأصبح علماً في مجاله يشار إليه بالبنان.. بالأمس صدمت لخبر اختفائه الغريب والقصة تحيط بها الألغاز من كل جانب.. نحن نناشد البروف بالعودة سالماً لأسرته وطلابه.. نعلم أن الدولة أهملت العلماء كثيراً، فهربوا بكرامتهم إلى دول الخليج وليبيا ووقفوا صفوفاً أمام أبواب السفارات (يستجدون) العقود الدولارية بينما من هم دونهم منزلة سبحوا في النعمة حتى انطبق عليهم قول الشاعر: كم عالم عالم أعيت مذاهبه** وجاهل جاهل تلقاه مرزوقا • آخر الكلام: من أوصاف الرسول صلى الله عليه وسلم: ظاهر الوضاءة متبلج الوجه (مشرق)، لم تُعبه ثجلة (عظم البطن)، لم تزر به صُلعة (صغر الرأس)، وسيم قسيم (وضيء)، في عينيه دعج (سواد)، وفي أشفاره وطف (طول أهدب العين)، وفي صوته صحل (بحة وغلظ)، في عنقه سطع (طول)، إذا صمت عليه الوقار وإذا تكلم سما وعلاه البهاء.