الديك الرومي، لا يحب اللون الأحمر، وثيران المصارعة في إسبانيا يستفزها (الماتادور) باللون الأحمر، وتصبح مجنونة تنطح كل شيء أمامها، والرجال حسب آخر دراسة ألمانية يؤثر عليهم اللون الأحمر بصورة كبيرة، ويجذب أنظارهم دون الألوان الأخرى، وجاء في الدراسة إياها أن المرأة التي ترتدي اللون الأحمر تكون محط أنظار الرجال، حتى وإن كانت مثل بنت (أم بعله)، وقبل أن نمشي بعيداً، تحضرني حكاية الديك الرومي واللون الأحمر، أذكر في طفولتنا الباكرة، وقبل أن نعرف شيئاً اسمه الديك الرومي، خرجنا في رحلة إلى مكان يسمى (باجور علي) في المشارف الشمالية لقريتنا، وكان صاحب (الباجور) يمتلك مزرعة للديوك الرومية، والتي أثارت دهشتنا، وكان معنا صبي يرتدي (فنيلة) حمراء فاقعة، وحينما اقتربنا من "زريبة" الديوك ثارت وانطلق منها واحد واشتبك في معركة مع الصبي الصغير، "أبو فنيلة" حمراء ولم ينقذ الصغير من منقار الديك سوى "عبد المكرم" أحد حراس المزرعة، ومن يومها لم نهوب بالقرب من تلك المزرعة خوفاً من غضبة الديوك الرومية. حكاية اللون الأحمر وإثارته للرجال وثيران المصارعة والديوك الرومية، يجعلني أدخل (توش) في تعريفات مزاج الإنسان وشخصيته من اللون الذي يفضله، فالنسبة للون الأحمر، فإن عشاق هذا النوع يتميزون بالاستقامة والمهارة وقوة الإرادة والتفكير العميق، طبعاً ده كلام ما يدخل العقل، فاللون الأحمر ليست له علاقة بالتفكير العميق، فهو لون مثير ويجعل الجن الأزرق يتنطط أمام الإنسان. أما بالنسبة للون الأصفر، فجميع الدراسات والأبحاث تؤكد أنه لون الموت وجفاف العاطفة، غير أن هناك دراسات حديثة تشير إلى أن محبي اللون الأصفر يمتازون بالتألق وتعدد المواهب. أما اللون الأزرق، فمحبوه يمتازون بالمرح ولا يعرفون الاكتئاب، وده طبعاً كلام لا يدخل العقل، صاحبكم العبد لله من محبي اللون الأزرق، طبعاً لا أقصد الهلال (واللي يزعل) يشرب من النيل الأزرق، أقول رغم حب صاحبكم للون الأزرق، لكنه مكتئب على مدار الساعة، ويرى الدنيا بمنظار أسود من قرن الخروب. أما عشاق اللون الأخضر حسب الدراسات يمتازون بالكرم وسعة الأفق وقوة الإرادة والعناد. أما اللون الأسود، فرغم ما يوحي من كآبة وحزن، فإن الذين يفضلون هذا اللون يمتازون بالموهبة والإبداع في الكثير من مجالات الحياة، ولديهم كميات وافرة من الصبر لمقاومة المصاعب. عموماً نحن سودانيون، والسودان مشتق من اللون الأسود، أرجو أن نستخدم إيحاءات هذا اللون لمقاومة خيباتنا، بلا نيله معاكم.