قال وزير الموارد المائية والكهرباء "أسامة عبد الله"، إن السودان لا يعاني من أية أزمة اقتصادية، مبيناً أن ما يحدث الآن نتاج لشح الموارد لدى الحكومة وقلة الإنتاج وسط قطاعات الموظفين الحكوميين وضعف رواتبهم، واستند إلى أن القوة الشرائية لم تتدهور وشهدت قفزات كبيرة، وأن الأوضاع الاجتماعية تطورت نحو الأفضل. ورأى الوزير أن منطقتي (كجبار) و(الشريك) أضاعتا فرصة تاريخية بعد تقويض إنشاء السدّين رغم جاهزية ولايتي الشمالية ونهر النيل للعملية، وقال: (أخشى أن توافقا على إنشاء السدّين بعد فوات الأوان، لأن مثل هذه الفرص لا تتكرر بسهولة وتستغرق فترات طويلة). وأعلن وزير الكهرباء خلال حديثه لبرنامج (مؤتمر إذاعي) الذي بثته الإذاعة السودانية أمس (الجمعة)، أن وزارته تدرس حالياً خياراً بتركيب عدادات في القطاع السكني تعمل على إطفاء المنزل إذا تجاوز الاستهلاك المعدلات الطبيعية الآمنة، وبرّر ذلك بتفادي التحميل الزائد لمحولات الكهرباء بالأحياء وحرمان مناطق بأكملها من التيار الكهربائي المستقر، لكنه قال إن العملية غير مطروحة للتنفيذ حالياً تجنباً للمشاكل والعرقلة، وزاد: (عندنا عداد بنطور فيهو بيعمل من اتجاهين ويتيح التواصل مع الشبكة، وممكن نركبو ويكون مربوط بمعدل استهلاك محدد لكن بنفضل نمش شوية لقدام)، وتابع: (بإمكاننا تنفيذ ذلك بيسر لكن خايفين من المشاكل والربيع العربي). وتحسّر الوزير على ارتفاع استهلاك الكهرباء في القطاع السكني بدلاً عن القطاعات الإنتاجية، وقال إن وزارته تعكف على الوصول إلى مرحلة بعض الدول التي حققت استقراراً في الإمداد الكهربائي والوصول إلى معدلات إطفاء لا تتجاوز (15) دقيقة في العام مثل كوريا. وانتقد "عبد الله" الإجراءات المتعلقة بالاستثمارات في السودان، وقال إنه كثيراً ما جلس إلى وزراء ومستثمرين عرب شكوا من البيروقراطية في الإجراءات المتعلقة بالاستثمار في بعض البلدان، واستدرك: (اعتقد أنهم سيصطدمون بفترات طويلة تصل إلى (6) أشهر حينما يتعلق الأمر بالاستثمار في السودان)، وتابع: (نحن كحكومة نعاني فما بالك بالمستثمرين). وكشف الوزير عن توقيع قرض خارجي ضخم لتمويل مشروع زراعي رفض الإفصاح عنه، وقال إنه سيكون في القريب العاجل، مؤكداً أن تعلية خزان الروصيرص ستتيح للسودان الاستفادة من زراعة مليون فدان في المرحلة الأولية، على أن تتبعها مراحل أخرى بانضمام مشروعي (الرهد) و(كنانة) ضمن المشاريع التي ستروى بشكل مباشر من الخزان الذي يسع ل(6) مليارات متر مكعب من المياه بعد أعمال التعلية. وقال وزير الكهرباء، إن مشروع تعلية خزان الروصيرص حقق فوائد تنموية كبيرة على صعيد المجتمعات المحلية التي حصلت على خدمات صحية وسكنية وتعليمية، موضحاً أن وزارته استفادت من تجربة سد (مروي) وعملت على تفادي تكرار المشاكل التي واجهتها، في إشارة إلى أزمة منطقة (المناصير)، مؤكداً أن أعمال التعلية رفعت معدلات توليد الطاقة الكهربائية من (1200) ميقاواط إلى (1800) ميقاواط في الساعة. وشدّد الوزير على أن الإجراءات المتعلقة بالتعويضات والحقوق جراء إنشاء السدود، أُسندت إلى وزارة العدل تحقيقاً لمبدأ العدالة وإجراءات التقاضي، مؤكداً أن إنشاء السدود والخزانات بات يُنظّم بواسطة قانون ولائحة منعاً للاحتكاكات ونزاعات الأراضي. وأفاد "عبد الله"، بأن ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان تزخران بموارد ضخمة، يمكنها أن تحقق الاستقرار الدائم للمنطقتين، وقال إن الدراسات والخطط متوفرة داخل وزارته لإطلاق مشاريع في الولايتين، مشيراً إلى اعتزام وزارته تذليل العقبات التي تعترض تنفيذ محطة كهرباء (الفولة) خلال لفترة المقبلة، معلناً عن إيفاد البنك الإسلامي للتنمية بجدة بعثة لدراسة وتمويل الخط الناقل للكهرباء إلى إقليم دارفور.
