(1 ( يقولون الحكمة ضالة المؤمن، وبعيداً عن السياسة ورهقها وفي يوم (الجمعة) المبارك نحاول اليوم أن نستريح قليلاً مع شذرات من السنة والحكم التي كثيراً ما لا نقف عندها الوقوف اللازم ونستسلم لتيار الحياة اليومية الجارف.. يقولون إن إعرابياً وقف معوج الفم أمام أحد الولاة فألقى عليه قصيدة في الثناء عليه التماساً لمكافأة، ولكن الوالي لم يعطه شيئاً وسأله: ما بال فمك معوجاً، فرد الشاعر: لعله عقوبة من الله لكثرة الثناء بالباطل على بعض الناس. (2 ( جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه رضي الله عنهم وسألهم مبتدئاً أبابكر، ماذا تحب من الدنيا؟ فقال "أبوبكر" رضي الله عنه: أحب من الدنيا ثلاثاً: الجلوس بين يديك، والنظر اليك، وإنفاق مالي عليك. وأنت يا عمر؟ قال: أحب ثلاثاً: آمر بالمعروف ولو كان سراً، وأنهي عن المنكر ولو كان جهراً، وقول الحق ولو كان مراً.. وأنت يا عثمان؟ قال: أحب ثلاثاً: إطعام الطعام، وإفشاء السلام، والصلاة بالليل والناس نيام. وأنت يا علي؟ قال: أحب ثلاثاً: إكرام الضيف، الصوم بالصيف، وضرب العدو بالسيف.. ثم سأل أبا ذر الغفاري، وأنت يا أبا ذر ماذا تحب في الدنيا؟ قال أبوذر: أحب في الدنيا ثلاثاً: الجوع، المرض، والموت. فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم(، ولم؟ فقال أبوذر: أحب الجوع ليرق قلبي، وأحب المرض ليخف ذنبي، وأحب الموت لألقى ربي. فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): "حُبّب إلى من دنياكم ثلاثٌ: الطيب، والنساء، وجعلت قرة عيني في الصلاة"، وحينئذ تنزل جبريل عليه السلام وأقرأهم السلام وقال: وأنا أحب من دنياكم ثلاثاً: تبليغ الرسالة، وأداء الأمانة، وحب المساكين، ثم صعد إلى السماء وتنزل مرة أخرى، وقال: الله عز وجل يقرئُكم السلام ويقول: إنه يحب من دنياكم ثلاثاً: لساناً ذاكراً، وقلباً خاشعاً، وجسداً على البلاءِ صابراً. (3) ذكر عن الإمام أحمد بن حنبل، كان مسافراً فمر بمسجد يصلي فيه ولم يكن يعرف أحداً في تلك المنطقة وكان وقت النوم قد حان فافترش الإمام أحمد مكانه في المسجد واستلقى فيه لينام وبعد لحظات إذا بحارس المسجد يطلب من الأمام عدم النوم في المسجد ويطلب منه الخروج وكان هذا الحارس لا يعرفه، فقال له الأمام أحمد لا أعرف لي مكاناً أنام فيه ولذلك أردت النوم هنا فرفض الحارس أن ينام الإمام وبعد تجاذب أطراف الحديث قام الحارس بجره إلى الخارج جراً والإمام متعجب حتى وصل إلى خارج المسجد. وعند وصولهم للخارج إذا بأحد الأشخاص يمر بهم والحارس يجر الإمام فسأل ما بك ؟ فقال الإمام أحمد لا أجد مكاناً أنام فيه والحارس يرفض أن أنام في المسجد، فقال الرجل تعال معي لبيتي لتنام هناك، فذهب الإمام أحمد معه وهناك تفاجأ الإمام بكثرة استغفار هذا الرجل وقد كان خبازاً وهو يعد العجين ويعمل في المنزل كان يكثر من الاستغفار فأحس الإمام بأن أمر هذا الرجل عظيم من كثرة استغفاره.. فنام الإمام وفي الصباح سأل الإمام الخباز سؤالاً قال له: هل رأيت أثر الاستغفار عليك؟ فقال الخباز: نعم والله إني كلما أدعو الله دعاءاً يستجاب لي، إلا دعاءاً واحداً لم يستجاب حتى الآن، فقال الإمام وما ذاك الدعاء ؟ فقال الخباز أن أرى الإمام أحمد بن حنبل فقال الشيخ: أنا الإمام أحمد بن حنبل فوالله إنني كنت أجرّ إليك جراً، وها قد أستجيبت دعواتك كلها. (أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه). • آخر الكلام: قرض دولاري للسودان – لا أدري إن كان ربوياً أم حسناً – جعل بنك السودان (ينتفش) ويشن هجمة على تجار العملة.. خوفي بكرة يذهب القرض كما ذهب غيره مع رياح الفساد وتعود (ريمة لعادتها القديمة، والتحانيس تقع) والله أنتم يا تجار العملة فصيل وطني يدعم الاقتصاد؟!.