لا أدري من الذي يطارد الآخر، هل هو العلم الذي يسير في أثر الخيال .. أم الخيال الذي يتبع معطيات العلم ويضيف إليها ؟ قبل فترة من الزمن .. انتشر نوع من الرقص الرجالي الغريب، والذي وجد صداه ومقلديه حتى في السودان، وهو رقص يقوم على حركات تشبه حركات الرجل الآلي، ويحرص مؤدوه على ارتداء ملابس تشبه حديد الرجل الآلي، وتقوم الموسيقى المصاحبة بتقليد أصوات تشبه تلك التي تخرج من الآلات الميكانيكية الكهربائية . هذا النوع من التقليد للرجل الآلي، يتزامن مع تطوير يجري في الاتجاه العكسي، وهو المزيد من التطوير للرجل الآلي .. كي يقترب من الإنسان .. الذي خلقه البارئ في أحسن تقويم. أهل الغرب، لا يضيعون أموالهم في تصنيع الانسان الآلي (الروبوت) من أجل التقليد، فالروبوتات يتم الآن استثمار قدراتها في مجالات واسعة جدا، بدءا من مجالات الجراحة الدقيقة .. مرورا بمجالات التصنيع، وانتهاء بمكافحة الكوارث والحرائق ودخول الأماكن الخطرة التي لا يمكن للناس دخولها. وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) .. بثت بالأمس خبرا جديدا، نقلا عن الموقع الإلكتروني الأمريكي "تيك هايف" .. المعني بأخبار التكنولوجيا، مفيدة بأن فريقا من الباحثين في مختبر الذكاء الصناعي بجامعة زيوريخ السويسرية يعملون حاليا على تطوير رجل آلي له بنيان داخلي يعمل بنظام أربطة العضلات على غرار أجسام البشر. هذا الرجل الحديدي .. والذي يمكن الزج به في آلاف المجالات، والتي لا يمكن المجازفة فيها بحياة إنسان من لحم ودم، يشارك أربعون مهندسا و15 شريكا في مشروع لتصنيعه، بحيث يصبح قادرا على التحرك بنفس أسلوب البشر، وهو ما يتطلب وجود هيكل داخلي يتشابه إلى حد ما مع الهيكل العظمي للإنسان. ما يتوقعه أصحاب التصميم الجديد للروبوت .. هو أن يصبح باستطاعة الرجل الآلي التحرك بشكل أكثر انسيابية، والتخلص من الحركة المتصلبة التي تتسم بها حركة الروبوتات في العادة .. بسبب قلة عدد المفاصل في هياكلها المعدنية. الرجل الآلي سيكون محل اهتمام كبير من فريق الباحثين العاملين عليه، حيث يأملون أن يساعد في تحسين الاتصال بين البشر والروبوتات، بل والقيام بوظائف خدمية روتينية أيضا، ليمكن استخدامه في نهاية المطاف لأداء بعض المهام .. دون تدخل بشري . أظن أن النساء الكسولات، واللاتي لا يكلفن أنفسهن القيام بالأعمال المنزلية .. سيحتفين أكثر بهذا الروبوت، حيث ان من المهام المؤمل تصميمه لأدائها .. بعض الأعمال المنزلية المتعلقة بالنظافة وعدد من المهام الأخرى . أحد الأصدقاء ممن قرأوا الخبر معي أمس .. ابتسم وهو يقول إن الحروب القادمة لن تكتفي بالتقنيات الصاروخية المتطورة .. والتي تصيب الأهداف على بعد آلاف الأميال دون أن ترصدها رادارات أو توقفها ترسانات .. بل إن الجنود أنفسهم فيما يسمى بالحروب البرية .. سيكونون في القريب من الروبوتات المسلحة، وهو ما سيغني السودان من أي دماء تسيل .. في ظل الفتن والاحترابات التي تلوح في الأفق . المقلدون المتسطحون يحاولون الرقص بطريقة الريموت، والمقلدون الأذكياء يحاولون الاقتراب من تقليد حركة الانسان في ريبوتاتهم .. ليتمكنوا من الاستمرار في سيادة العالم .. بالعلم والقوة والطاقة والمعرفة .