يستقبل السودانيون شهر رمضان الكريم اليوم في ظل أزمات خانقة تشهدها البلاد تتمثل في شح الوقود واصطفاف السيارات أمام محطات الخدمة، بجانب الانقطاع المتكرر في الكهرباء وتفاقم أزمة السيولة وغلاء أسعار السلع الاستهلاكية، وبينما تفاءل المواطنون خيراً بسقوط "البشير" وهتفوا قبل سقوطه ب(صايمين رمضان من غير كيزان) إلا أن صيامهم هذا ربما سيكون من غير كيزان، وأيضاً من غير كهرباء في ظل ارتفاع كبير في أسعار السلع الاستهلاكية التي لم تشهد قط تراجعاً بالرغم من انخفاض الدولار (20) جنيهاً بعد سقوط النظام، من (80) إلى (60) جنيهاً ، ولطالما ردد السودانيون هتاف (صايمين رمضان من غير كيزان) قبل سقوط النظام، ويبدو أن حلمهم قد تحقق لكن دونما حل المشكلات المتجذرة التي عجز المجلس العسكري في حلها في وقت يواجه فيه ضغوطاً سياسية مع قوى إعلان الحرية والتغيير في كيفية شكل حكم البلاد في الفترة الانتقالية. وشهدت ولاية الخرطوم ازدحاماً مرورياً خانقاً خاصة في الكباري حيث توقفت فيها الحركة نهائياً في كبري المك نمر الذي أصبح المنفذ لسكان بري وشرق النيل، واضطر المواطنون إلى عبور الجسور مشياً على الأقدام بالرغم من الارتفاع الشديد فى درجات الحرارة واصطفاف السيارات في كل محطات الوقود في الخرطوم حيث تواجه البلاد مشكلات كبيرة في توفر الجازولين وهي من أكبر المشاكل الاقتصادية التي عجلت بإسقاط النظام السابق، وعقب تولي المجلس العسكري الانتقالي للسطلة في البلاد حصل على دعم مالي كبير من دولتي الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بمقدار (3) مليارات خصصت للوقود والدواء ومن بينها (500) مليون دولار لتقوية الجنيه السوداني فى سوق الصرف لكن بالرغم من ذلك ما زالت الأزمة قائمة. وتلبية لاحتياجات المواطنين للسيولة لشراء مستلزمات رمضان غذت غالبية البنوك التجارية صرافاتها لمنطقة وسط الخرطوم، واصطف المواطنون في طوابير للحصول على السيولة، ويتقاضى معظم الموظفين السودانيين رواتبهم قرب بداية كل الشهر، وعادة ما يزداد الإنفاق الاستهلاكي خلال شهر رمضان، مما قد يتسبب في تفاقم أزمة السيولة، بحسب مراقبين. وتعاني معظم المناطق السكنية في العاصمة من انقطاع الكهرباء بصورة شبه يومية لساعات. ويحدث انقطاع التيار المتزايد في ظل ارتفاع درجات الحرارة في الخرطوم إلى نحو (45)درجة مئوية لكن وزارة الكهرباء بشرت مواطني ولاية الخرطوم بأنه لن تكون هناك أي برمجة لقطوعات الكهرباء، خلال شهر رمضان المعظم. وعقد والي الخرطوم المكلف، الفريق الركن "مرتضى عبدالله وراق"، اجتماعاً موسعاً مع إدارة الكهرباء، ووجه بوضع المعالجات الفورية للكهرباء. أما الأسواق فقد شهدت أسواق التوابل بالخرطوم إقبالاً واسعاً وزيادة في الأسعار وقال تجار للصحيفة: إن زيادة الأسعار سببها ارتفاع الدولار في الفترة السابقة. وقال تاجر توابل إن أسعار التوابل مرتفعة من مناطق الإنتاج، مبيناً أن سعر رطل الزنجبيل(120) جنيهاً، رطل الكركدي(40) جنيهًاً، والتبلدي والعرديب(30) جنيهاً للرطل. أما سعر الثوم ف(80) جنيهًا للرطل والكسبرة(60) جنيهًا ورطل الشمار(100) جنيه. وأضاف "أحمد آدم"؛ تاجر بالخرطوم أنّ هنالك عدم استقرار في الأسعار وركوداً في حركتي البيع والشراء وضعف القوة الشرائية، نتيجة لشح السيولة. وأبان أن سعر رطل البن(70) جنيهاً وقال إن الهبهان الأغلى سعراً من بين التوابل حيث قفز سعر الرطل إلى(700) جنيهًا، مبينًا أن سعر رطل الفلفل الأسود(240) جنيهاً أما ربع الكبكبي ف(660) جنيهًا والعدسية (250) جنيهاً. ويؤكد التجار بالأسواق زيادة القوى الشرائية تزامناً مع دخول شهر رمضان، وقال التجار إن هنالك إقبالاً كبيراً على السلع الاستهلاكية المتمثلة في التوابل والزيوت والسُكر والعصائر، مؤكدين وجود وفرة كبيرة في السُكر مقارنة مع مواسم رمضان السابقة، ورصدت (المجهر) حركة دؤوبة بالأسواق خاصة من قبل ربات المنازل، وعبَّر المواطنون عن سعادتهم بانخفاض واستقرار ملحوظ في أسعار بعض السلع خاصة السُكر، وبحسب التجار فإن سعر جوال السُكر عبوة (50) كيلو انخفض إلى (1350) جنيهاً بدلاً عن (1600) جنيه، وانخفض سعر باكت دقيق زادنا وسيقا ب(380) جنيهاً، بدلاً عن (450) جنيهاً، وسعر زيت صباح عبوة (4,5) لتر بمبلغ (300) جنيه، وسعر زيت الفول عبوة (36) رطلاً (1180) جنيهاً، وسعر جركانة الزيت زنة (18) رطلاً يبلغ (650) جنيهاً، وزنة (9) أرطال يبلغ (360) جنيهاً وزنة أربعة أرطال ونصف (180) جنيهاً وسعر ربع البلح يتراوح ما (430 – 380) جنيهاً حسب الصنف، وسعر جوال العدسية (4100) جنيه، أما سعر جوال الكبكبي ف(3) آلاف جنيه وسعر رطل الشاي (140) جنيهاً. وأكد التجار استقرار أسعار لبن البدرة مقارنة ببعض السلع الأخرى، حيث بلغ سعر كيس (لبن الوادي) زنة (900) جرام (240) جنيهاً، وأشاروا إلى انخفاص أسعار بعض السلع الاستهلاكية بسبب الوفرة وانخفاض سعر الدولار في الفترة الأخيرة.