(1) رغم أن لديَّ حساسية من الأخبار التي تكتب بصيغة علمت صحيفة كذا من مصدر مأذون؛ إلا أنني سوف أعتبر الخبر الذي أشار إلى أن المؤتمر الوطني سوف يستدعي والي جنوب دارفور "حماد إسماعيل" بسبب التدهور الأمني، خبراً صحيحاً.. المصدر (المأذون) يقول إن الحزب يهدف إلى مواجهة الوضع الأمني المتفلت حتى يحول دون وقوع (كارثة).. المصدر (المأذون أو المتخفي) قال إن الوالي سافر في جولة خارجية رغم الظروف الأمنية التي تمر بها نيالا عاصمة الولاية.. لا أريد أن أدافع عن الوالي، لكني أستغرب هذا الأسلوب الذي استخدمه المصدر المأذون لضرب الوالي ضرباً تحت الحزام.. إن كان ذلك المصدر واثقاً من كلامه بل إن كلامه يمثل رأي الحزب فلماذا لا يفصح عن نفسه بدلاً من أن يتوارى خلف العبارات الهلامية مثل (مصدر مأذون).. ما قام به ذلك المتواري هو نوع من التفلت الحزبي وربما نوع من تصفية الحسابات.. لم يعد المؤتمر الوطني حزباً رسالياً ينأى أعضاؤه عن مثل هذه الأساليب الرخيصة.. لقد حول الانتهازيون والمرتدون عن القيم الأصيلة الحزب إلى حزب كسائر الأحزاب في أرجاء المعمورة.. نحن لا نختلف أن الوضع في نيالا مأزوم، لكن هل المسؤولية وحدها تقع على الوالي (المسكين)؟.. أعتقد أن كل المنظومة الأمنية على مستوى المركز مسؤولة وتتحمل مسؤولية ما نتج عن الاختلال الأمني.. قبل عدة أسابيع زار نيالا وفد ضم وزير الدفاع ووزير الداخلية ومدير جهاز الأمن الوطني، وفي ذلك إشارة إلى أن المشكلة خرجت عن اختصاص الوالي.. سياسة كباش الفداء ظلمت الكثيرين وتركت اللاعبين أو بالأحرى المذنبين الأساسيين من الكبار يسرحون ويمرحون. (2) آخر قصص النظام السوري الآيل إلى السقوط إصدار وزارة المالية السورية قراراً يقضي بالحجز على الأموال المنقولة وغير المنقولة لمواطنها "فيصل القاسم" معد ومقدم برنامج (الاتجاه المعاكس) بقناة (الجزيرة) الفضائية، وهذا ليس خبراً مدسوساً أو صادراً من المعارضة بل ذلك وفق ما نقلته صحيفة (الثورة السورية) المحسوبة على النظام.. النظام اتهم "القاسم"بالتآمر على الدولة وإثارة الحرب الأهلية؟!.. ليس جديداً أن يستهدف الطغاة الإعلام والإعلاميين، فقد كان للرئيس الأمريكي السابق موقف مشهود من قناة (الجزيرة) وصل حد الحقد؛ فقد نشرت صحيفة (الديلي ميرور) البريطانية في 22 نوفمبر 2005م موضوعاً حصرياً على غلافها تقول فيه إن الرئيس "بوش الابن" خطط لتفجير مبنى قناة (الجزيرة) في بلد عربي صديق حسبما كشفت عنه مذكرة سرية جداً (top secret) صادرة عن 10 "داوننغ ستريت".. (الديلي ميرور) أوردت تقول: (كشف بوش عن فكرته في ضرب المدنيين في الجزيرة أثناء قمة عُقدت وجهاً لوجه في البيت الأبيض مع "توني بلير" في يوم 16 أبريل من العام 2004م).. وسبق ذلك في 8 أبريل 2003م وبعد أسابيع من غزو العراق أن قصفت الولاياتالمتحدة مكتب (الجزيرة) في بغداد وقتلت المراسل "طارق أيوب".. الجزيرة أغضبت حكومتي "لندن" و"واشنطن" بتغطيتها لأحداث الغزو الأمريكي الأوروبي للعراق.. (الديلي ميرور) قالت أيضاً (تثير مذكرة داوننغ ستريت اليوم شكوكاً جديدة حول مزاعم الولاياتالمتحدة أن الاعتداءات السابقة على مكاتب (الجزيرة) كانت مجرد أخطاء عسكرية).. (الجزيرة) بدورها استنكرت هذه الأنباء وأصدرت بياناً طالبت فيه بريطانيا والولاياتالمتحدة بتوضيح موقفيهما من هذه الأنباء وجاء في البيان أنه: (إذا ما تبين أن التقرير صحيح فإن ذلك سيكون صدمة قاسية ليس للجزيرة فقط بل ولجميع المؤسسات الإعلامية في العالم بأسره، وسيلقي بشكوك جدية على تبريرات الإدارة الأمريكية لحوادث سابقة استهدفت صحفيي (الجزيرة) ومكاتبها).. ذلك الخبر الفضيحة أثار موجة من التعليقات الاستنكارية في أجهزة الإعلام العالمية المختلفة، ونشرت صحف (الإندبندت) و(التايمز) و(الغارديان) البريطانية رسوماً كاريكاتورية تنتقد وتسخر من تلكم الخطة (الهردبيسة). • آخر الكلام: عن يحيى بن أبي كثير قال: خصلتان إذا رأيتهما في الرجل فاعلم أن وراءهما خيراً منهما إذا كان حابساً للسانه يحافظ على صلاته.. (الحفر) حيلة الخبثاء والضعفاء.