مسكينات (بائعات الشاي), ومسكينة (تسابيح خاطر) المذيعة التلفزيونة المعروفة, ومسكينة أية امرأة وِبنت في بلادي.. كونهن (نساء)!. *لا تمر بضعة أسابيع او أيام إلا ونسمع بروايات النساء مع الشرطة, من بائعات الشاي, الى طالبات الجامعات, والى الموظفات والمذيعات وغيرهن!. *قبل يومين نفذت شرطة أمن المجتمع حملة كبيرة ضد بائعات الشاي بالسوق المحلي والمركزي جنوبالخرطوم, وألقت القبض على (62) من بائعات الطعام والشاي, وبعد التحقيق معهن أخلت سبيلهن بالضمان (المصدر صحيفة الوطن العدد 2046 بتاريخ: 11/2/2009). *وأمس أدى حادث سير تسببت فيه سيارة المذيعة (تسابيح خاطر) التي كان يقودها أخوها الشاب, الى دخول المذيعة المعروفة الى قسم شرطة النظام العام بالخرطوم بحري!. *والقصة أن سيارة المذيعة ارتكبت حادث سير مما أدى لتدخل شرطة المرور, وعندما اتضح خلال التحري مع شقيق المذيعة, ان العربة مسجلة باسم المذيعة, استدعتها الشرطة للتحقيق (كمتهم ثانٍ), وأثناء خضوعها للاستجواب وتكملة إجراءات البلاغ ,(قدَّر) أحد الضباط أن ملابسها غير لائقة, ووجه أحد رجاله بأخذها الى شرطة أمن المجتمع ببحري التي اكتفت بتوجيه النصح لها, وأخلت سبيلها!. *المذيعة تسابيح قالت في تصريحات صحفية, نشرتها الصحيفة الاجتماعية (حكايات), إن شقيقها كان يقود سيارتها بدون رخصة قيادة, وارتكب حادثة سير, فاتصلت بها الشرطة وأخطرتها بأن شقيقها أُصيب في حادثة سير, وطلبت منها الحضور لأنها مالكة السيارة, وحسب رواية تسابيح, فإنها انهارت تماماً, وأسرعت الى مركز الشرطة للاطمئنان على شقيقها على أمل أن تكون إصابته طفيفة, معزية نفسها على هذا الأمل طوال الطريق, وفي قسم الشرطة وجدت شقيقها بخير, مع إصابة العربة بأضرار بالغة, وحمدت الله على ذلك, ولكنها تعرضت خلال التحقيق, الى التوبيخ لسماحها لأخيها بقيادة عربة بدون رخصة, فأجابت بأنه في الحادية والعشرين من عمره, فكيف توجهه, هنا ثار البعض في وجهها, ووبخوها على ما ترتديه من ملابس وصفوها (بغير اللائقة), ولم تقبل تسابيح التوبيخ, خاصة أن الملابس التي كانت ترتديها.. (بنطلون وبلوزة وطرحة), هي نفس الملابس التي كانت ترتديها خلال برنامجها (مساء جديد) بقناة النيل الأزرق, وهي قناة حكومية, ولم يعترض أحد عليها, إلا أن شرطة المرور كان لها رأي آخر فقامت بتحويل المذيعة الى (شرطة النظام العام) بالخرطوم بحري التي قدمت لها النصح والإرشاد وأخلت سبيلها!!. *انتهت قصة تسابيح خاطر وبائعات الشاي بالسوق المركزي بالخرطومجنوب.. ولكنها لم تنته.. ما دام هنالك نساء في بلادي, وما دام هنالك مفهوم لدى البعض.. بأن كونك (امراة) .. فهي جريمة كبيرة تستحق عليها النساء العقوبة والتخويف والإهانة!!. [email protected] مناظير - صحيفة السوداني - العدد رقم: 1169 2009-02-13