* منذ ان تم التوقيع على اتفاق السلام في الجنوب وعلى بروتوكول الترتيبات الأمنية والعسكرية ظللنا ننبه إلى مخاطر وجود مليشيات عسكرية مسلحة قائمة بذاتها, وظللنا ندعو إلى ضرورة الحاق هذه المليشيات اما إلى القوات المسلحة واما إلى الجيش الشعبي واستعجال استكمال القوات المشتركة التي يمكن ان تكون نواة للقوات المسلحة السودانية الموحدة. * للاسف استمر وجود هذه القوات التي كانت تسمى بالقوات الصديقة حتى داخل الخرطوم، بل اصبحت تمارس سلطات وصلاحيات قانونية وعدلية قائمة بذاتها الأمر الذي روع كثيراً من المواطنين قبل ان يتم اعلان بعضهم بقيادة فاولينو ماتيب الانضمام لقوات الحركة، والبعض الآخر إلى القوات المسلحة وفي مقدمتهم قبريال تانج الذي ارتبط اسمه باحداث ملكال عام 2007 وباحداث الايام الماضية ايضا. * اننا نعرف الظروف المعقدة للاوضاع القبلية في جنوب البلاد، ولكن واجبنا وواجب الحكومة الأول وواجب الشريكين الرئيسيين – المؤتمر الوطني والحركة الشعبية – خاصة العمل على تعزيز السلام وبناء ثقافة السلام وسط المواطنين كافة وليس تأجيج الفتن وزرع الالغام السياسية والاجتماعية والأمنية التي تهدد وحدة البلاد واستقرارها وتفتح ابوابا اخرى للتدخل الخبيث الذي حدث بالفعل. * لقد ظلت ملكال حتى ابان الحرب الاهلية في الجنوب من المدن الآمنة ولم تشهد أعالي النيل احداث عنف مثل تلك الاحداث المصطنعة المتعمدة التي تهدف لزرع الفتنة وتعميق مشاعر العداء بين القبائل المكونة لهذه المنطقة بل والسودان عامة. * اشارت كتابات بعض اخوتنا من الجنوب بمن فيهم قير تور صاحب عمود (لويل كودو) المقروء في (السوداني) إلى جذور واسباب هذه الفتن التي تسعى وسط الجنوب بالفتنة وتتسبب في مثل هذه الاحداث المؤسفة, ومع معرفتنا باسباب ما حدث في ملكال مؤخرا وهو امر لا يحتاج إلى شرح وتفصيل فاننا نمسك عن الخوض في الاتهامات التي وجهتها الحركة الشعبية لقبريال تانج ونترك ذلك للجنة التحقيق المشتركة التي لابد ان تقوم. * بل نرى ان تبادر القوات المسلحة بهذا التحقيق لأن هذا القائد يتبع لقواتها وبالتالي فان قواته ايضا تتبع للقوات المسلحة، ولا ينبغي لها ان تتحرك ميدانيا إلا بأمر من القوات المسلحة السودانية، وليس من طبيعة القوات المسلحة الخوض في صراعات قبلية مفتعلة لا علاقة لها بها ولا تشبهها ولا دورها وتاريخها المهني العريق. * ان ما حدث في ملكال امر مؤسف ينبغي الا يمر بدون عقاب بل لابد من تأمين الانضباط التنظيمي وعدم ترك حبل السلاح على غارب المليشيات بعيدا عن هذا الانضباط اللازم لحفظ السلام وتعزيز الوحدة بل لبسط العدل والتنمية كلام الناس- السوداني -العدد رقم 1184- 2009-3-1
