محادثات الدوحة وما ادراك ما محادثات الدوحة، هذه المحادثات ولدت ميتة ليس لأن هناك شقة بعيدة بين المتفاوضين بل لأن كل الظروف الموضوعية تقول ان حل مشكلة دارفور (سماها سابع دور وبعيد على الطيار) كما تقول اغنية الحقيبة. كانت تلك المفاوضات تسير بسرعة السلحفاة ولكن في يوم الخميس الماضي (جانا الخبر منشاع في الاربعة قِّبل اسود طويل الباع) كما جاء في مناحة الشيخ الطيب ود السائح التي يغنيها ود اللمين، فالخبر يقول انه تم قلب تلك السلحفاة على ظهرها (التعبير لصائب عريقات واصفاً خطاب نتنياهو وما فعله لمحادثات السلام في الشرق الاوسط) وبتعبير آخر لقد اطلق على محادثات الدوحة رصاصة الرحمة أو نزعت عنها أجهزة التنفس الصناعي وأكملت موتها الاكلينيكي وانفض السامر. لو نجحت محادثات الدوحة وتوصل الطرفان لاتفاق أي كان شكله، كان سيكون مثل (جنا النديهة) وجنا النديهة لشباب اليوم هو الطفل الذي يأتي للدنيا بعد انتظار طويل وبعد تردد طويل على الفكي الذي الى بركته ينسب الطفل، ومن مسلماته انه اذا شعر بأية علة مهما كانت طفيفة يعرض على الفكي وبعد ان يدخل مرحلة الصبا يزال (القنبور) وتسدد وقية الذهب للفكي (الرجاء من اخينا انصاري السنة ان يفهم ان هذا اعتقاد سائد في المجتمع السوداني وليس بالضرورة ان يعبر عن قناعة الكاتب)، المهم في الامر كانت قطر سوف تتعب ومن خلفها غرايشن اذا حدث أي تقدم في الدوحة. الدكتور أمين حسن عمر رئيس الوفد الحكومي في الجولة الاخيرة التي فاضت فيها روح المحادثات قال ما معناه ان حركة العدل والمساواة قدمت الخاص على العام والمحدود على المطلق والجزء على الكل والتكتيك على الاستراتيجي، والاشارة هنا لاصرار الحركة على اطلاق سراح معتقليها من جراء (كعة ام درمان في العاشر من مايو 2008 م) والحركة تقول ان هذا تم الاتفاق عليه في اتفاق حسن النوايا، فاذا كانت الحكومة من أولها (كدا)، فلا داعي لاتفاق آخر معها. الحكومة من جانبها طالبت بالاتفاق على وقف اطلاق النار اولاً ثم اطلاق السراح ثانياً، ويضيف الشرتاى جعفر عبد الحكم ان الحركة رفضت اضافة أي فصيل دارفوري آخر للمفاوضات، ولكن في تقديري انه حتى ولو تم تجاوز هذه (المحطة) فان الشغلانة لن تتقدم للامام وكانت على احسن الفروض سوف تنتج ابوجا ثانية التي اصبحت مثل (الضل الوقف ما زاد) كما غنى وردي من كلمات الدوش. وبما ان الكلام عن جنا النديهة لابد من ان نذكر هنا جنا النديهة الكبير الذي طار به ابواه الى واشنطون حيث الفكي (الجد جد الذي يروب الموية)، فالدكتور غازي صلاح الدين الذي تسلم ملف دارفور (والدوحة هناك شغالة) وقام بواجب منزلي يتمثل في طواف على دارفور (ذات نفسيها) وبدون أي مقدمات طار لواشنطون مترئساً وفد المؤتمر الوطني للتفاوض مع الحركة الشعبية حول مصفوفة جديدة لنيفاشا، فهل ظهرت فجأة صلة مباشرة بين نيفاشا ودارفور؟ ام تأجلت مسألة دارفور الى حين الفراغ من جنا النديهة الكبير؟ أم قرر غرايشن دمج دارفور بنيفاشا (لتبقى الصداقة قرابة وتكسب الاثنين) كما تقول الاغنية؟ والله ياجماعة الخير البلد دي فيها حاجات مش تمخول بل تجنن عديل كدا، فالجن بداوا كعبة الاندراوة. صحيفة الرأي العام - حاطب ليل العدد(22692) بتاريخ 21/6/2009) [email protected]