لنا بعض الممارسات المتجددة التي تؤطر لجعل الفرد كأنه صاحب وجهين.. لا تستغرب عزيزي القاريء إن وجدت من يضحك في وجهك مستبشراً وما أن تعطيه (قفاك) إلا ويكيلك لطماً ونميمةً وأكلاً من اللحم (الحي) .. حتى وإن كان إطار النميمة أمراً عاماً كالعمل أو الدراسة أو أي موضوع في إطار خارج حدود الشخص القريبة.. كثيراً ما يسري ويهمس إليك أحدهم في أذنك أن (فلان قال فيك) .. أو (فلان علّق على شغلك..) وبصرف النظر عن (فلان) قائلاً أو ناقلاً لفحوى الكلام فإن مبدأ رمي الكلام على عواهنه يدخل في دائرة المحاسبة الربّانية.. وعلى المستوى العام يسمع الناس الكثير مما يأتي به اللغو والكلام الرخيص ويتداولونه (ويلتِّونه) و(يعجنونه) ليكونوا كآكلي اللحوم البشرية.. فلا حول ولا قوة إلا بالله .. هؤلاء الذين يدمنون أكل لحوم اخوانهم ليحلوا مجالسهم و(ونساتهم).. أعجبني التساؤل الذي رمى به أحدهم (الشيخ) وهو يحدثهم عن عظم جرم النميمة والغيبة قائلاً: (يا شيخنا فلان دا لا يصلح لعمل..) فهل يحق قول الحقائق من هذا النوع دون اعتبارها نميمةً أو قطيعة؟ تلعثم الشيخ وهو يحاول أن يفاصل ما بين الغيبة كشهوة لهدم الناجحين، وما يحتاج الآخرون لمعرفته لمن يتولون أمرهم أو من يقوم ليقدم عملاً يتطلب مواصفات قد تدخلك في دائرة الغيبة.. قال ابن مسعود: (كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقام رجل (أي غاب) فوقع فيه رجل من بعده.. فقال النبي لهذا الرجل (تحلل) فقال: مم أتحلل .. ما أكلت لحماً. فقال: إنك أكلت لحم اخيك). حتى لا يصبح المجتمع موقعاً للتجريح وموطئا للأعراض فلا بد أن يقهر الانسان نفسه إذا ما جنحت لارتياد أعراض وشؤون الناس بهدف أو بدون هدف.. فهل كان هؤلاء مكمّلين لا ينقصهم أمر.. وإلى أي مدى يستلذون الأذى الذي يقع على الاخرين.. فهل محاولة البعض إشانة سمعة الآخرين ورؤيتهم منهزمين ترضى غرورهم ولا تجعلهم يحسون بقبح ما قاموا به؟ عفواً عزيزي القاريء.. ابتعد بنفسك عن مثل هذه الذنوب التي تلتقطها واحدةً واحدة .. حتى تصير جبلاً سيهدك عاجلاً أم آجلاً.. ودع الآخرين وشأنهم، وكما يقول أهلنا (أبقى داب نفسك) والجم جنوحك تجاه أعراض الناس.. وحسبك أن تقوِّم نفسك أولاً.. لأنك بالتأكيد معيب وللناس أنظار وأنوف. آخر الكلام: إن كنت تتناول الأعراض باعتيادية فاعلم أنك إما فارغ ولا تملك ما تملأ به وقتك.. أو إنك مريض نفسياً وتريد أن تتشفى في الآخرين.. ولا حول ولا قوة الا بالله. سياج - آخر لحظة التاريخ 25/07/2009 العدد 1067 [email protected]