شخصيا قابلت سيب بلاتر رئيس الفيفا الحالي أكثر من مرة وايضا قابلت محمد بن همام رئيس الإتحاد الآسيوي أكثر مما قابلت بلاتر وكلا الرجلين يتمتع بكاريزما مختلفة عن الآخر ... وكلاهما كانا صديقين حميمين حسبما نعرف والكل يتذكر وقوف إبن همام اللامحدود مع بلاتر في معاركه الإنتخابية ضد خصومه وبالأخص السويدي لينارت يوهانسون رئيس الإتحاد الأوروبي السابق الذي كان يطمع بمنصب بلاتر ولكن فجأة انقلبت الاحوال وبات الأثنان عدوين لدودين وبدأنا نسمع تصريحات نارية من بلاتر حول عدم أهلية إبن همام كي يكون رئيسا للفيفا والكلام قاله تحديدا من المملكة العربية السعودية التي زارها بناء على طلبه \" كما سمعنا \" وهو لم يخف سبب زيارته وقال بالحرف حسب وكالة الأنباء السعودية \" أجدها فرصة خلال هذه الزيارة لكسب المزيد من الدعم لترشيحي لفترة مقبلة لما تمثله المملكة من ثقل وتأثير في الاتحادات والهيئات الرياضية في الوطن العربي ، .... أعرف جيداً بأن ثقة الدول العربية بترشيحي سوف تكون من خلال السعودية، لأنها بلد قوي وصوتها مؤثر في كل المجالات ولاسيما في لمجال الرياضي ولن أخفي رغبتي بأن تكون السعودية أحد أهم الدول التي أسعى لأن أكسب صوتها في عملية الترشح \" ... كلام واضح لا لبس فيه من رئيس الفيفا الذي عودنا أن يقول حيث يزور ما يُطرب آذان سامعيه ومنها \" حزنه \" على غياب السعودية عن نهائيات كأس العالم والصاروخ الذي وجهه للإتحاد الآسيوي عندما قال بأنه لايحب الحديث عن التحكيم الآسيوي .. والواضح أن بلاتر يعرف خبايا اللعبة جيدا ويعرف مآخذ الامير سلطان بن فهد على التحكيم الآسيوي ويعرف أيضا ان إبن همام كان قد خاض معركة إنتخابية شرسة ضد الشيخ سلمان إبراهيم ومؤيديه خرج منها منتصرا ولكن بهوامش ربح ضئيلة وخطيرة مفادها أن الإجماع العربي على ‘بن همام لم يكن أضعف مما كان عليه يوم خاض هذه المعركة ويوم رشح نفسه لرئاسة الإتحاد العربي في مواجهة الامير سلطان ... طبعا إبن همام إستبق زيارة بلاتر بإجراء وقائي تكتيكي وسحب ترشيحه من رئاسة الأتحاد العربي بعدما كان قد تحدث سابقا عن مهلة سنة لرؤية تغيير في الآليات والرؤى وبرر هذا الأنسحاب \" لصحيفة الشرق الاوسط \" بالخطوات الثمينة التي بذلها الأمير سلطان ونائبه الأمير نواف بن فيصل في سبيل تطوير كرة القدم العربية ووضع كل خبرته تحت تصرف المسؤولين في الإتحاد العربي \" .... موقف أترك التعليق عليه لكم .... شخصيا كنت حاضرا في حفل جوائز سوبر الأماراتية وكان بلاتر موجودا وايضا منافسه القادم على رئاسة الفيفا الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الإتحاد الاوروبي الحالي ولم ألحظ لا سلاما ولا كلاما ولاحتى نظرة من العيون بين الرجلين ... وهو قرأه غيري على الخصومة المستعرة بينهما وسمعنا عن تحالف بين \" العدوين السابقين إبن همام والكوري الجنوبي مونغ جون تشونغ \" الذي يطمح بشكل علني لرئاسة الإتحاد الآسيوي .... ويبدو أننا وسط لعبة إنتخابية وقودها أصواتنا الإنتخابية علما أن حتى من صوتوا لإبن همام في معركته ضد الشيخ سلمان كانت لديهم تحفظات كبيرة على أداء الآسيوي ومعاييره ومستوى حكامه وحتى عقوباته ولكن دوافع سياسية وليست رياضية هي التي ساهمت في تحديد وجهة الأصوات ونحن كبشر عاديين ليس\" لنا لا في العير ولا في النفير \" وكل مايهمنا هو مصلحة كرتنا العربية وقوة ونظافة بطولاتنا الآسيوية نتمنى أن يجتمع العرب شرقهم وغربهم في آسيا وأفريقيا على رأي واحد ومرشح واحد لأننا عندما نجتمع سيحسب لنا أي مرشح كان كل الحسابات التي يمكن ان نستغللها لمصلحتنا الكروية طالما اننا في النهاية جزء من اللعبة .... مدونة مصطفى الآغا - MBC.NET [email protected]