مازال الفنان (إبراهيم النذير) ينازع الأحلام ما بين قهوة أبيه بالدامر وعالم الأنطلاق بالعاصمة.. ومدده فيها الصوت الشجي الذي خلق له النجاح وجلب له الحظ المتجاذب في عالم حواء وآدم.. بدأت أنفاس الحب تنبض في قلبه في تخوم العاصمة عندما دقت طبول البداية فناً وإنسانيةً، كانت تلك الفتاة في التاسعة عشر من عمرها.. «خلاص كبرتي وليك تسعطاشر سنة عمر الزهور.. عمر الغرام.. عمر المنى» .. (رجاء) على قدر من الجمال الهادئ وبريق الذكاء الأخاذ.. دلفت به إلى الحب والشعر الغنائي وما لبس أن وقع أسيراً لها، والتي حطمت آماله عندما بدأ حقيقة في تلمس دربها الندي.. فكانت الصراعات والجراحات والإنطواء.. ولكن حواء اللعوب لم تجد بُداً من محاصرته والوقوع به في شباك (محاسن) الفتاة المستهترة والتي استطاعت بكلمات منتقاة أن تزحزح شيئاً من جراحات (رجاء) العميقة.. «لقد وهبني حبك الأمل.. بعد أن جفَّ في أعماقي الرجاء وكاد يطويني اليأس، ويرديني في مهاوي الضياع.. ولست أبالغ يا إبراهيم إن قلت إن عمري الحقيقي لم يبدأ إلا حين تعرفت عليك في ذلك الحفل الكبير.. وإن سعادتي لم تتحقق إلا في تلك اللحظة التي تم فيها التعارف بيننا وأنا في انتظار عودتك.. تجدني في أشد الاشتياق لرؤياك ووداعاً حتى نلتقي.. حبيبتك المخلصة إلى الأبد محاسن».. وهذه المحاسن التي هي أبعد ما تكون عن الإخلاص فنزعت بإبراهيم ما بين التطلع لبنت المدينة أو العودة للجذور.. وهناك قصة أخرى حيث حواء القربى والصلات الطيبة وتندرج هكذا الأحداث في الرواية السهلة الممتنعة «قيثارة ودموع» للأستاذ مصطفى عوض الله بشارة الأديب السوداني المعروف، والذي يعيد طباعة هذه الرواية لما لحق بها من قبل من بعض الأخطاء المطبعية وهي رواية جديرة بالإطلاع والقراءة.. تكاد تحس فيها بأن هذا البطل الفنان حقيقة ماثلة أمامك. آخرالكلام:- أجمل ما في هذه الرواية أنها خالية من (الحشو) الذي يكون لملء المساحات دون أن يخدم الأحداث والتعبير الأدبي المباشر عنها.. وتراني أحسب أنني في الدامر تارة، وفي الخرطوم مرة وفي ود مدني، مع رجاء ومحاسن و... و... سياج - آخر لحظة - 1228 [email protected]