هناك من يقول إن اختراع البارود هو أهم اختراع في العالم، وآخرون يقولون اختراع الكهرباء، وهناك من يصوتون لاختراع الإنترنت، ولكن الكل يجمعون على أن الدنيا قبل الفيس بوك ليست كالدنيا بعد الفيس بوك. وأنا شخصيا يوجد لدي 36 حساب في الفيس بوك كلهم باسم مصطفى الأغا، ولكم الحقيقة أنني ولا واحد منهم، فيما إحدى شقيقاتي تتواصل مع أحدهم معتقدة أنني هو؟ الفيس بوك ليس فقط موقع تواصل اجتماعي، فهو الوالد الشرعي لمعظم الثورات العربية، ولهذا فأنا متأكد مليون بالمئة أن معظم القادة يكرهونه لأنه قلب الشوارع عليهم. ولكن ومع مساوئ هذا الاختراع العجيب لا بد من الاعتراف أن له إيجابيات، ومنها ما حدث مع شاب وصبية من فلسطين وقصتهما تستحق بلا نقاش أن تكون مسلسلا تلفزيونيا مبنيا على أحداث واقعية تكاد تكون أغرب من الخيال وأفضل من بعض (البلاوي) التي نراها على بعض الشاشات العربية تحت مسمى مسلسلات درامية. القصة بدأت حين رأى الشاب طاهر مسلماني وجه ريتا على الفيس بوك، الشاب غطس في الحب من أول نظرة وبدأت قصة لم يستطع دهاة القلم أن يفكروا بخيال مثلها. طاهر وريتا فلسطينيان ولكن من سوء حظ الفلسطيني أن له مليون وجه وهوية فرضتها (العدالة الدولية). فريتا إعلامية تُقيم في غزة، وهو مخرج يقيم في كفر قرع إحدى قرى ال48، أي إسرائيل حاليا. بعد الحب جاء دور الالتزام والشروع بالزواج، لهذا كان اللقاء في الضفة الغربية لعقد القران أول الخيارات المطروحة، لكن إسرائيل (الطيوبة بالنسبة للكثير من العرب قبل الغرب) أبت ورفضت منحهما التصريح. الخيار الثاني كان مصر، ولسوء حظهما تعثرت الأمور بسبب تأجيل مواعيد السفر خارج غزة. وقتها شعرت ريتا وطاهر بالإحباط وأن القدر لن يجمعهما سويا.. ولكن عقل طاهر كان يعمل بدهاء عجيب. ففي إحدى ساعات الغروب في واحد من أيام غزة العادية رن هاتف ريتا وكان طاهر على الطرف الثاني يقول لها بكل بساطة.. ريتا أنا في منطقة النصر بغزة! ريتا لم تصدق ما سمعته.. ركضت نحو المكان فإذا بها وجها لوجه أمام طاهر الذي وصل إليها عن طريق الأنفاق التي ساهم بحفرها هو نفسه حتى يكون إلى جانبها. بعدها بثلاثة أيام تم عقد قران الاثنين ثم غادر طاهر غزة عبر نفس الأنفاق.. ولكن على ما يبدو "فدخول الحمام ليس مثل الخروج منه"، فعند معبر طابا ألقى الإسرائيليون القبض عليه واحتجزوه 23 يوما، ثم تركوه بعدما ضبطوا بحوزته وثيقة زواجه بريتا. إلى هنا ولم تنته الحكاية.. فقد حكمت إسرائيل عليه بالإقامة الجبرية في منزله (يا للعدالة والديموقراطية).. ومع هذا لم ينقص حب ريتا في عروق طاهر بل زاد وتأجج وكان آخر تصريح له (بعد عام واحد فقط سأكون أنا وريتا معا). قولوا إن شاء الله [email protected]