كانت السيدة عائشة رضي الله عنها تدخل البهجة على نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بمرحها ودلالها وخفة روحها وتوددها ونزولها عند ما يرضيه منها ، وكانت ملجأه حين يشتد عليه الوحي فتلاطفه وتلاعبه فتخفف عنه ما يجده من شدة ،، مرت السيدة عائشة في حياتها بمحنتين ، كان لهما أشدَّ الأثر عليها ، إحدى الحادثتين في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والحادثة الأخرى كانت بعد وفاته فالحادثة الأولى هي حادثة ( الإفك ) التي ذكرها القرآن الكريم لبيان أثرها ومغزاها في حياة المؤمنين آنذاك ،قال تعالى:[ إنَّ الذينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوه شَراً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اْكتَسَبَ مِنْ الإِثْمْ وَالَّذي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظيِمْ ] وكانت هذه الآية دليل براءة السيدة عائشة من التهمة التي ألصقها بها المنافقين ، وبيان أن أثر هذه التهمة لم يلحق الأذى إلا بمن جاءوا بهذا الإدعاء ،،ولم يخلِّف هذا الإفتراء على السيدة عائشة سوى التكريم لها بنزول الوحي في شأن تبرئتها فازدادت بذلك إعزازا وإكراما ،، أما الحادثة الثانية التي أثرت على السيدة عائشة هي ( موقعة الجمل ) والتي تنبأ بها النبي - صلوات الله وسلامه عليه - تنبأ بها قبل وفاته قائلا لسيدنا علي بن أبي طالب :{ أنه سيكون بينك وبين عائشة أمر} أي أن ظاهر هذا الأمر خلاف ،، فقال له سيدنا علي :" أنا يا رسول الله؟" فقال النبي { نعم} فقال علي " أنا أشقاهم يا رسول الله " فقال النبي:{ لا ولكن إذا كان ذلك فارددها إلى مأمنها} ثم بعد وفاته عليه السلام حدثت الفتنة التي نشبت بين المسلمين وكان من نتائجها قتل سيدنا عثمان بن عفان أثناء توليه الخلافة ،، ثم أعقبه على الخلافة سيدنا علي بن أبي طالب ،، فأجتمعت رؤوس الفتنة التي لا تريد أن يجتمع رأي المسلمين وعملوا على بث الفتنة بين سيدنا علي وأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها ،، وكانت هي أحرص على رئب الشمل الذي يخافونه فهاجموا هودجها مريدين بذلك قتلها والتخلص منها فهم يعلمون قوة تأثيرها التي سيكون نتاجها توحيد صف المسلمين وتوحيد كلمتهم ،، فأمر سيدنا علي بتنحية هودجها جانبا وأمر أخوها محمد بن أبي بكر أن يتفقد حالها ، ثم أرسل معها أربعين إمرأة من نساء البصرة يرافقنها وزودها بزادها حتى وصلت مطمئنة آمنة معززة مكرمة إلى المدينة كما أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم ،،في غير خلاف أو شقاق بين أفراد بيت النبوة ،، إلا أن هذه الحادثة تركت في نفس أم المؤمنين عائشة أثرا عظيما حتى حانت وفاتها إذ جاء عبد الله بن عباس يستأذن الدخول عليها وهي على فراش الموت فقال لها:" "ما بينك وبين أن تلقي محمد والأحبة إلا أن تخرج الروح من الجسد، وكنت أحب نساء رسول الله إليه ولم يكن رسول الله يحب إلا طيباً ،وسقطت قلادتك ليلة الأبواء فأصبح رسول الله وأصبح الناس وليس معهم ماء ،فأنزل الله آية التيمم، فأصبح ليس مسجد من مساجد الله إلا يتلى فيه آناء الليل وآناء النهار" ،فقالت :" دعني منك يا ابن عباس والذي نفسي بيده لوددت أني كنت نسيا منسيا" توفيت رضي الله عنها ليلة الثلاثاء السابع عشر من رمضان في السنة السابعة وقيل الثامنة والخمسون للهجرة ،،رحم الله أم المؤمنين عائشة نبراس العلم في بيت النبوة ،، من خصائص السيدة عائشة رضي الله عنها : * أنها كانت من أحب زوجات النبي إليه ،،،،* نزلت فيها هي والسيدة حفصة آية سورة التحريم ،،،،* أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكرا غيرها ،،،،*أن الوحي كان ينزل على رسول الله وهو في لحافها دون غيرها ،،،،*أن الله برأها مما رماها به أهل الإفك ورفع الله شأنها وأعلى ذكرها بالطيب والبراء بين أهل الأرض والسماء،،،،* أن أكابر الصحابة إذا أشكل عليهم أمر استفتوها فيجدون عندها ما أرادوا ،،،،* أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتها وفي يومها وبين سحرها ونحرها ودفن في بيتها ،،،،*أن جبريل أرى رسول الله صورتها قبل أن يتزوجها في قطعة من حرير ،،،،* أن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يومها من رسول الله تقربا له ،، فهل نالت إمرأة من نساء الدنيا تكريما مثل هذا التكريم ؟ هنادي محمد عبد المجيد [email protected]