*هناك ظواهر وحالات تمر في حياتنا لكنها لا تستوقفنا رغم دلالاتها الخطيرة ‘ وهي للاسف موجودة في شتى مظاهر ومراحل حياتنا ابتداء من الاسرة وحتى الوطن الذي يشملنا بهويته. *اذا اخذنا على سبيل المثال الطلاق - ابغض الحلال عند الله - الذي استشرى مؤخرا في المجتمع ‘ ونخشى ان تتفاقم حالاته في ظل الاوضاع الاقتصادية الاصعب التي تواجه الاسر‘ فانه لا يتسبب فقط في الانفصال بين الزوجين وانما يلقي بآثاره الاجتماعية والنفسية السالبة على الابناء والبنات وقد ينتقل الى الاسر الاكبر . *الآثار السالبة لانفصال الزوجين تتسبب في حالات من عدم التوازن الاجتماعي والاخلاقي والنفسي وسط الابناء والبنات ‘ واذا لم يجدوا الرعاية اللازمة لحسن تنشئتهم والسند الاجتماعي الواقي فانهم قد ينحرفون. *الغريب ان الآثار السالبة هذه تحدث ايضا عند حالات الانشقاق وسط الاحزاب العقائدية ‘ لان الانشقاق يؤثر سلبا على شباب الحزب الملتزمين ‘ وتحدث بينهم حالات عدم التوازن العقدي والفكري. *هذا حدث ابان انشقاق الحزب الشيوعي السوداني وتكرر بصورة اوضح ابان المفاصلة بين القصر والمنشية حيث تسبب ذلك في انتشار حالات عدم التوازن العقدي وسط الشباب ‘ منهم من انحرف نحو اقصى التطرف ومنهم من انزوى على نفسه يجتر خيبته في النموذج الذي كان يتطلع لتنزيله على ارض الواقع. *هذه الخواطر فرضت نفسها على كلام الناس اليوم بعد ان قابلت شابا من ابناء جنوب السودان في لقاء جامع بين ابناء السودان القديم في استراليا ‘ هاجمني منتقدا كتاباتي ‘ تقبلت انتقاداته وقلت له من حقك ان تنتقد ما اكتب بل انا شاكر لك مجرد الاطلاع على ما اكتب ‘ للاسف كان مخمورا لذلك لم ادخل معه في حوار افهم منه سبب موقفه هذا. *بعدها عرفت ان هذا الشاب وحدوي وانه دائم الشكوى من الاحباط الذي اصابه منذ انفصال الجنوب وكيف انه اصبح بلا هوية ‘ رغم حبه للسودان وتعلقه بالسودانيين الذين نشأ بينهم ‘ وهو يحرص على مشاركتهم في كل المناسبات وهو يردد باسى : انا عشت في السودان وترعرعت وسط اهله والان لا املك جنسية سودانية ولم اتحصل بعد على جنسية حنوب السودان ‘ اي انني بلا هوية. *هذه هي حالة كثير من ابناء الجنوب في الداخل وفي الخارج بل انها ايضا حالة كثير من السودانيين بالخارج ‘ وهو امر يستوجب دراسة متأنية ومتعمقة‘ بل يحتاج الى مواقف اكثر مرونة و عقلانية تستهدف الحفاظ على التوازن العقدي والوطني والاجتماعي وتحمي النسيج السوداني من التمزق والشتات . كلام الناس - السوداني