الإنابة كما عرّفها ابن القيّم رحمه الله هي : الإسراع إلى مرضاة الله مع الرجوع إليه في كل وقت ، وإخلاص العمل له . قال الله تعالى :[ إَنّ إِبْرَاهِيمَ لَحَليمٌ أَوّاهٌ مُنِيبْ ] هود 75 ،، وقال تعالى : [ وَإِذا مَسّ النّاسَ ضُرٌ دَعَوْا رَبّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ] الروم 33 . وقال تعالى :[ هَذَا مَا تُوعَدونَ لِكُلّ أَوّابٍ حَفِيظْ ، مَنْ خَشِيَ الّرحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبْ ] ق 33-32 . وعن ابن عباس رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد قال : { اللهم لك الحمد أنت قيِّم السماوات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد لك مُلك السماوات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد أنت ملك السماوات والأرض ، ولك الحمد أنت الحق ، ووعدك الحق ، ولقاؤك الحق ، وقولك حق ، والجنة حق ، والنار حق ، والنبيون حق ، ومحمد صلى الله عليه وسلم حق ، والساعة حق ، اللهم لك أسلمت ، وبك آمنت ، وعليك توكلت ، وإليك أنبت ، وبك خاصمت ، وإليك حاكمت ، فأغفر لي ما قدمت ، وما أخرت ، وما أسررت وما أعلنت ، أنت المُقدم ، وأنت المؤخّر لا إلاه إلا أنت ، أو لا إلاه غيرك } متفق عليه للإنابة فوائد منها : أنها مقام من مقامات التوبة ، بل هي من أعلى مقاماتها ، وهي صفة أنبياء الله تعالى ، وهي طريق موصل للجنة ، والمنيب يُرزق خشية الله تعالى ، والإنابة إنابتان : إنابة لربوبيته ، وهي إنابة المخلوقات كلها ، يشترك فيها المؤمن والكافر ، والبَّرُّ والفاجر ، وما يدل على ذلك قوله تعالى : [ وَإذَا مَسّ الّناسَ ضُرٌ دَعَوْا رَبّهُمْ مِنِيبينَ إِلَيْهِ ] الروم 33 . والإنابة الثانية : إنابة أوليائه خاصة ، وتتضمن أربعة أمور : محبّته ، والخضوع له ، والإقبال عليه ، والإعراض عمّا سواه .. فلا يستحق هذه الصفة إلا من اجتمعت فيه هذه الأربع .. اللهم أجعلنا من المنيبين إليك ،، اللهم امين هنادي محمد عبد المجيد [email protected][/size]