في المقعد الأخير من الحافلة، جلس (حسّون النقناق) يراقب ياسر وسلوى اللذان جلسا متجاورين خلف مقعد (السوّاق) قريباً من الباب.بين كل دقيقة وأخرى، كان حسّون (يتاوق) برأسه صوب الحبيبين المتجاورين كأنهما سيهربان من رقابته المزمنة وعيونه (الكبار). ولم ينتبه حسّون وهو يعلو ويهبط، مدى الضيق الذي يسببه للسيدة التي تجاوره في المقعد، بعد أن حسبت الأمر مجرد (حركات منو) كما زعمت وهي تلكزه ب (كوعها الناشف) على جانبه وهي تقول: ياخي ما تقعد ساكت.. بلا يخمّك..! وحين همهم ركّاب الحافلة وعلا صوتهم وهم يتلفّتون صوب المقعد الأخير، رفع ياسر رأسه متلفّتاً هو الآخر لحسّون الذي كان يأكله الحرج والاضطراب، فنظر إليه ملياً وابتسم في شماتة وارتياح وهو يعود إلى وضع (الزول العامل نايم) تحاشياً لنشوب أية (ونسة حميمة) بينه وبين سلوى، لكن الكمساري لم يمهله حين صرخ: شقلبان، حد نازل؟! أسرعت سلوى بالهبوط وهي تسحب ياسر من يده حتى كاد يسقط قبل أن يترنّح ثّم (يركز) بعد أن وضع يده في كتف سلوى التي تراجعت إلى الخلف بسرعة وهي تقول: انت مجنون يا (ياسر)، ماشايف ناس طارق قاعدين تحت الشجرة؟! وقبل أن يستوعب (ياسر المخلوع) معالم محطة شقلبان من شجر وحجر و(طبليات تمباك وسجاير)، كان حسون النقناق قد لحق به بعد أن (عفص) أقدام الكثير من الجالسين في مقاعد (النُص) في رحلة هبوطه إلى الأرض قبل أن يتوقف قبالة ياسر وهو يقول: شد حيلك يا خوي، الموضوع ساهل زي الموية، تعارف بين الناس وكده..! بعد أن مشى ياسر بضعة خطوات خلف سلوى، توقف قليلاً ونظر إلى الوراء، ليتأكد من أنه لم ينس قدميه (في المكان النزل فيهو من الحافلة)، لشدّ ما كانت (كراعو تقيلة)، كما حكى لاحقاً لأصدقائه قسوة تجربته التي مرّ بها في (الثورة بالنص)..! وقبل أن يلتقط ياسر (نفسين تلاتة) وهو يدير رأسه مثل أعمى سرق الأشرار عكازته، إنتزعه صوت غليظ يرحب به: أهلاً بالعريس، بس ياريت لو تتحرك علينا شوية..! (تابع الحلقة الأخيرة غداً) أرشيف - آخر الحكي [email protected]