ü والتشابُك هذا قد يحدث في كل زمان ومكان ولكننا هنا بصدد حكاية من حكاياته من وحي المعايشة .. ü فرفيق صبانا ( صالح ) - بحلفا - كان يحب بنت الجيران (وردة) حباً شغل عقله حتى عن واجباته الدراسية.. ü ونسبةً لحساسيّة القصّة - وخصوصيّتها - فإنّنا استبدلنا الأسماء الحقيقية بأسماء (مُتلاعب) بها .. ü مُتلاعب بها بمثلمنا كان بطل (قصتنا) هذه يتلاعب بنا نحن .. ü فلم يعد صالح يعي الدروس في المدرسة، أو يستذكرها في البيت.. ü فالعقل في حالة انشغال دائم بوردة.. ü ونحن كذلك صرنا في حالة انشغال دائم بحكاوي صالح التي لا تنتهي عن حبه الذي اكتشفنا بعد ذلك أنه كان من طرف واحد.. ü وردة قالت ، وردة فعلت، وردة سوت ، وردة همست، وردة ...... ü ونحن (يا مصدّق يا مآمن) نسرح بخيالنا مع حكايات عشق لا يجد إبن حينا (وحيد) مثيلاً لها حتى في أفلام شامي كابور التي كان مُغرماً بها إلى حد الجنون في ذاك الزمان.. ü ثم نُفاجأ بعد ذلك أن وردة المسكينة لا قالت، لا فعلت ، لا تركت، لا راحت، لا (جات)... ü هي لم تكن تعلم حتى بذيوع قصة حب بين أولاد الحي يُفترض أنّها بطلتها.. ü فلو أنّها علمت ربما لكفّت عن إلقاء التحيّة على شباب الحي حين تصادفهم في بعض الأمسيات سائرين في الطرقات التي تحفّها الأشجار من كل جانب.. ü فتحيتها هذه نفسها مصحوبة دوماً بابتسامة تلقائية تضحي بقدرة قادر فصلاً من فصول روايات صالح الغرامية تجاهها.. ü فهي تحيّة غير مصوّبة نحو أحد من السائرين إلاّه .. ü سيما إن كانت مصحوبة بابتسامة .. ü ثم جاء اليوم المشهود الذي علمت فيه وردة ما علمه سكان الحي أجمعون.. ü فغلطة الشاطر بألف كما يقولون.. ü وكذلك غلطة غلطها صالح رغم تشطّره في سرد حكايات صدقناها نحن كلّفته (انفضاحاً!!) أمام العشرات من زملاء الدراسة وسكان الحي.. ü وكلفته كذلك تهاوي العشرات من صروح قصص العشق التي شيّدها بالسهر والدموع و(الخيال!!).. ü والغلطة المذكورة سببها ما يقابل (التشطّر( هذا من (بلادة) في مجال الدراسة لانشغال المحل داخل الرأس بحركة المناسبة الغرامية.. ü فقبل نحو أسبوع من افتضاح أمر صاحبنا صالح كانت هنالك فضيحة (تمهيدية) قد حدثت في المدرسة.. ü فضيحة عرضية مهّدت للفضيحة الجوهرية.. ü فقد استمع أستاذ العلوم بالصدفة إلى صالح وهو يترنم في فناء المدرسة بأغنية لوردي (سرق!!) فيها الكحل من عين الحبيبة - بقدرة قادر - ليتصدق به على عين الدّب.. ü فعِوضاً عن ( وخطّاك والهدب المكحل) غنّى مجنون وردة (وخطاك والدّب المكحل!!).. ü وضحك الأستاذ حتى بان ضرس عقله المسوس..... ü ولضحكه ضحكت المدرسة كلها.... ü ثم بعد أيام كان نصيب صالح من أسئلة أستاذ العلوم خلال الحصة سؤال عن حيوانات قطبية مفترسة.. ü وبعد صمت بدا للأستاذ وكأنه سيدوم اليوم الدراسي كله صاح في صالح ساخراً: (ومّال فين الدّب المكحل بتاعك؟! راح الكوافير وللا إيه ؟! ) .. ü وبنهاية اليوم الدراسي ذاك كانت القصة ب (مسبباتها!!) قد سرت في حيِّنا سريان (هبّوت) قصب السكر المحروق في سماء حلفا.. ü وتكفّل أولاد الحي بشرح ما خفي من المسببات هذه.. ü وتكفّلت وردة بالباقي .... ü تكفلت ب(صالح)..... ü أو بلأحرى ؛ بما ( بقيَ!!) منه ... ü ثم تشاء الأقدار أن تخط للحكاية خاتمة درامية تشابه نهايات الأفلام العربية .. ü فقبل فترة التقيت مصادفة بوردة هذه - في شارع الجمهورية - وقد أوشك أن (يذبل) نضارها .. ü وبتذكر قصة صالح - في سياق إجترار الذكرات - فاجأتني (بطلتها) بإعترافٍ كان سيضاعف من آلام زميلنا العاشق هذا لو أنه درى به في حينه .. ü فقد كانت تحب واحداً من أبناء الحي حباً يفوق حب صالح لها .. ü ولكن المحبوب الذي كانت تخصه ب(إبتساماته) تلك - والتي ظنها صالح له - أدمن تعذيبها بتجاهله المستفز لها .. ü لقد كان يحب- حسبما علِمَتْ أخيراً - فتاةً من حي التوفيقية الأنيق .. ü (رغم إنها لم تكن في مثل جمالي) ؛ هكذا قالت بأسى .. ü ثم ترقرقت دمعةٌ - بأثر رجعي - في عينيها !!!! بالمنطق - صلاح الدين عووضة صحيفة آخر لحظة