يحكى أن فصائل المعارضة السورية المقاتلة تحت قيادة الجيش السوري الحر، بشقيها العلماني والجهادي، تدير هذه الأيام معارك طاحنة مع ما بات يعرف ب "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام"، أو اختصارا (داعش)، وهو تنظيم جهادي تكفيري متطرف يدعي العمل على إعادة دولة الخلافة الإسلامية! وتمكين حكم شرع الله في بلاد العراق والشام؛ ثم كل البلاد الإسلامية، ثم العالم برمته، ويتضح من هذه الرؤية المبسطة أن التنظيم يتبنى أطروحات تنظيم القاعدة الإرهابي، أو أنه (بلا شك) جزء من هذا التنظيم رغم الاجتهادات والاتهامات التي باتت تطاله أخيرا باعتباره ذراعا سرية للنظام السوري يعمل على تقويض المعارضة السورية المسلحة من داخلها. قال الراوي: تنظيم (داعش) الدموي تمدد فجأة وأصبح واقعا معاشا ما بين دولتي سورياوالعراق، ففي سوريا استطاع التنظيم في أشهر قليلة أن يسيطر على بعض المناطق الإستراتيجية في ريف حلب، وأن يطرد منها مقاتلي الجيش السوري الحر، ويعدم بعضهم في محاكمات ذات طابع سريع ودامٍ، كما عرف عنه بعد (تمكنه) نشره بكثافة لمقاطع فيديو يتم عبرها تسجيل عمليات الإعدام التي نفذها ضد أعدائه أو من يظن أنهم "كفرة" (النظام السوري، المعارضة السورية، المسيحيين، العلمانيين، مواطنين ساكت.. الخ)، فكل من يختلف معهم فهو كافر ووجب عليه الحد – القتل. قال الراوي: في العراق سيطر تنظيم (داعش) بعد معارك دامية على مناطق واسعة في محافظة الأنبار، وتحصن داخل مدينتي الفلوجة والرمادي، وأصبح قادته يتحدثون باسم سنة العراق ويدعونهم إلى مواجهة الجيش الحكومي وعدم إلقاء السلاح ويهددونهم بسيطرة (الروافض!) إن استسلموا. ويخوض مقاتلو (داعش) هناك الآن معارك عنيفة ضد الجيش الحكومي الذي يصمم – بمباركة دولية - على تطهير البلاد واجتثاثهم منها.. بأي ثمن. قال الراوي: تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) الجهادي الذي يسعى إلى إقامة دولة الخلافة الإسلامية في بلاد الإسلام انطلاقا من العراق والشام، ويقاتل منسوبوه بدموية (غريبة) ويمارسون (أبشع) صور الانتهاكات ضد المواطنين والصحافيين وحتى الأسرى من (الفصائل) والجيوش النظامية التي يواجهونها؛ هذا التنظيم الإرهابي – الإقصائي يؤكد بجلاء أن هذه (التنظيمات) ذات الادعاءات الدينية لا تحمل معها سوى القتل والدمار وسفك دماء الآخر، إن كان هذا الآخر من الأعداء أو الأصدقاء أو من داخل التنظيم نفسه.. فالقتل هو لغة الحوار الوحيدة! ختم الراوي؛ قال: الآن يخوض مقاتلو (داعش) معارك مصيرية عنيفة ضد الأصدقاء والأعداء في (العراق والشام) ربما تقضي عليهم إلى الأبد. استدرك الراوي؛ قال: حرب (داعش) والغبراء.. ستنجلي قريبا. أساطير صغيرة - صحيفة اليوم التالي