من هنا جاءت نصيحة أحد الحكماء " السعادة في بيتك فلا تبحث عنها في حديقة الآخرين " . لكن العشب في حديقة الجيران يبدو لنا دائماً أكثر اخضراراً ، حسب مثل آخر . ذلك أننا كثيراً ما لا نِتنَبّه إلى الأشياء ، التي تصنع سعادتنا ، لمجرّد أنها في متناولنا وملك أيدينا ، وننصرف عنها إلى مراقبة وتمنّي ما هو في حوزة الآخرين ، بينما معجزة السعادة تكمن في مواصلة اشتهاء ما نملك والحفاظ عليه ، كأنه مهدّد بالزوال ، بدل هدر العمر في مُطاردة ، ما قد يصنع تعاستنا ، إنْ نحنُ حصلنا عليه . ألم يقل أوسكار وايلد " ثمَّة مصيبتان في الحياة : الأُولى أن لا تحصل على ما تريد.. والثانية أن تحصل عليه ". قول قد يرفع من معنوياتنا ، لكونه يواسي خسارات بعضنا ، بمكاسب البعض الآخر، التي قد لا تكون في حقيقتها سوى ضرب من ضروب الخسارة ، كما يبدو من إحدى الدراسات الإنسانية ، التي تمّ إعدادها مؤخراً في إسبانيا ، بعد متابعة متأنّية ل300 ثري إسباني ، أثبت من خلالها الباحثون ، أنّ " الشباب والصحة ، والوظيفة والملامح الجميلة ، والسيارة الفارهة، كلّها لا تجعل الإنسان سعيداً " [ يتبع .. الكاتبة : أحلام مستغانمي