*الآن - والآن فقط - قال حزب الأمة أنه أوصد باب الحوار مع الوطني ل(عدم الجدية).. *ونقول له نحن - كما قال المغني - ( ما لسه الوقت بدري !!).. *ومن منطلق الندم نعترف بتسرعنا في كل الذي كنا نقوله سابقاً عن (عدم جدية) الوطني في التحاور مع المعارضة.. *ونقر بتهورنا في توجيه دفة (صوت الأمة) نحو شواطئ بعيدة عن شُعب الحوار المرجانية.. *ونعتذر عن غضبنا إزاء الملابسات التي أدت إلى تقديمنا استقالتنا من الصحيفة هذه.. *ونعلن عن أسفنا في الجزم بأنه ما من حزب استولى على السلطة بالقوة يمكن أن يتنازل عنها بالحوار.. *فالدلائل كلها تشير إلى أن المؤتمر الوطني سيفعلها - وفقاً ل(تقويمه الزمني) - عما قريب.. *ولا نعني بالتنازل هنا أن يسلم الوطني مفاتيح السلطة للمعارضة وإنما نعني إنهاء عهد (الكنكشة) الأُحادية.. *فلماذا- إذاً- صبر حزب الأمة صبر أيوب لينهار الآن في آخر لحظة ويرجع إلى مربع تجاوزه كاتب هذه السطور؟!.. *لقد كنتم على حق - يا قادة حزب الأمة - ونحن على خطأ ... *فعزة النفس وحدها هي التي حالت بيننا وبين الاعتذار لكم عن مواقف كثيرة حدت بنا إلى (اعتزالكم) كما اعتزل واصل بن عطاء الحسن البصري.. *أفي الوقت الذي هممنا فيه بالرجوع إليكم - والرجوع إلى الحق فضيلة - نُفاجأ بكم تتحركون نحو (محطة أخطائنا) التي غادرناها ؟!.. *فإياكم - إذاً - وتنكب جادة طريق الحوار الوطني الذي كان لكم فضل وضع (حجر الأساس) له حتى كاد أن يعادل طريق بورتسودان طولا.. *فقد كنا جميعاً (غلطانين) ؛ شخصي ومحمد ساتي وخالد عويس وأحمد سرالختم وكل طاقم (صوت الأمة) الذين تسببوا في كتم (صوتها) وهي في المهد وليدة.. *صحيح أن روحها فاضت بين يدي طاقم آخر ردد - كما الكورس - شعارات الحزب التفاوضية ولكن نحن السبب في أن تتضرر (صوت الأمة) من انقطاع (صوتها) حينا.. *والغريبة أن أشرس بنات المهدي رفضاً لنهج الحوار كن هن الأشرس رفضاً لنهج (صوت الأمة).. *ونهج (صوت الأمة) لم يكن إلا رفضاً للحوار هذا الذي أدرك قادة الحزب الآن - بذكاء يُحسدون عليه - أنه (مضيعة للوقت).. *ولكن مأ أدركناه نحن (يادوبك) هو أن الحوار يُجنبنا كل الذي كان يقوله قادة الحزب هؤلاء قبل (الوثبة) الارتدادية.. *يجنبنا التشتت والتشرذم والتمزق و(التصومل) وضياع الوطن.. *فاستهدوا بالله - إذاً - يا من كنتم دعاة تحاور حتى الأمس القريب ومعكم التي جاءت على (أنقاض) إبراهيم الأمين أميناً عاماً.. *و(اخز الشيطان) يا سارة - تحديداً - بعد ان (هانت !!)... *فكلها (كام سنة كده وبس !!!). بالمنطق - صلاح الدين عووضة صحيفة المستقلة