ومما يُنسب إلى سخريات "برنارد شو" قوله: (كانت الصبية ترتدي فستاناً ضيقاً حتى أنني كنت أتنفس بصعوبة) وقياساً عليه في سياق آخر يبدو أن الحكومة ورغم دعواها الدائمة والمتكررة للنساء بالستر وعدم لبس ما شف ووصف، حد ملاحقتهن أحيانا ومعاقبتهن أحايين، يبدو أنها تعد من أكثر الحكومات الوطنية التي تعاقبت على البلاد ارتداءً للضيقِ والقصير، ما نتج عنه أن الشعب كله والبلاد بأكبريها وأضغيرها صارت تتنفس بصعوبة – إن لم يكن انكتم نفسها بالفعل. فعندما تُضيق الحكومة – أي حكومة – على شعبها على كافة المستويات فإنه سُيصاب حتما بضيق في التنفس، تضمر رئتاه وتنحسر قصبته الهوائية وتنسد فتحتا أنفه – ثم تغيم الدنيا أمامه – فيسقط مغشياً عليه ويدخل في غيبوبة لا تزول إلا بزوال المؤثر. ضيق ثياب الحكومة يتبدى في خطواتها (القصيرة) والمتعثرة، فلا تكاد تمضي نحو الخروج من مأزق ما حتى تدخل في آخر (تجيب ضقله يكركب)، وماثلة أمامنا أمثلة شتى وحالات عديدة، فاحسبوا وحدكم ونحتسب معكم. الآن، وابتداءً من اليوم ستطبق التعرفة الجديدة بزيادة قدرها 25 بالمائة على تذاكر البصات السفرية من العاصمة إلى الولايات، بحسب وزارة النقل (صاحبة الراس) في هذا الصدد، فلماذا اختارت (النقل) هذا التوقيت على وجه التحديد لإعلان زياداتها؟، هل تريد أن تقول للمواطنين ها أنا الوزارة المختصة بتسهيل نقلكم أنكص على عقبي لأهزأ بكم في توقيت حرج؟، وأعلن زياداتي دون أن يرف لي جفن؟ أم تريد أن تقول للحكومة التي هي جزء منها، لا يهمني إن سخط عليك الناس أو لم يرضوا، فأنا أهل للحل والعقد دون سواي. أما كان من الممكن أن تؤجل النقل التي لا تمتلك أي وسيلة نقل قرارها المنكوب / الناكب إلى ما بعد العيد؟ أما كان لها أن تقدمه وتعلنه قبل شهر أو شهرين أو ثلاثة؟ لكنها وزارة لابسة ضيق وبالتالي اتخدت قراراً في وقت خاطئ، وربما يجعل الحكومة تتنفس بصعوبة.. ألم أقل لكم؟ ألم يقل "شو" من قبلي؟ ألا ترون سيقان النقل الآن، ألا ترون نحر قرارها (مثل حُق العاج رخصاً)؟. الحصة الأولى - صحيفة اليوم التالي