*وبصراحة فإن فكرة زاويتنا هذه اليوم مستوحاة من كتاب الصحفي المصري الساخر أحمد رجب .. *فهو كتاب صدر حديثاً باسم (يخرب بيت الحب) يقول مؤلفه إنه محاولة علاج ما لا علاج له .. *ورجب هذا - بالمناسبة - هو صاحب عبارة (خرس الأزواج !) الشهيرة إشارةً إلى حالة الخرس التي تصيب الرجل عقب الزواج .. *فالمرأة - بعد الزواج - يضحى كلامها (سخيفاً) رغم إنها تُعد جنساً (لطيفاً) .. *أو بالأحرى هي جنس لطيف فعلاً - في نظر الرجل - ما دامت ليست (أم العيال!).. *وفي إحدى فقرات كتابه هذا يبدو رجب متحاملاً على الرجل وهو يُظهره بمظهر من يؤدي واجباً زوجياً ثقيلاً كيلا يُقال له : (يا راجل إيه حكايتك انت؟!) .. *ثم بعد قيامه بواجبه هذا يُصرخ في وجهه أيضاً - إن كان دون المراد - : (روح يا راجل ربنا يهد حيلك).. *فهو (واجب) لا روح فيه ولا عاطفة ولا مشاعر ولا مراعاة ل(حقوق) الشريك .. *ولكن إذا عُرف السبب - إهمالاً لضرورات صفة (اللطافة) - بطل العجب عند رجب .. * فالمرأة تكون سخيفةً إذاً هنا بكامل إرادتها - كذلك - وليست لطيفة .. *وحين نقول بكامل إرادتها فإنما نعني ب(كامل ظنها) في بقاء الرجل مكبلاً بقيود الزواج مهما افتقرت هي إلى الذي يجعلها في عداد (الجنس اللطيف) .. *ونضيف إلى الذي قاله رجب - من عندنا - أشياء تجعل المرأة سخيفةً أيضاً وليست لطيفة .. *أشياء من واقع المعايشة - والبوح الذكوري - وليست من وحي تجارب شخصية .. *فصديق أُضطر- مثلاً - إلى هجر من كان يعشقها بجنون جراء إصرارها على التمسك بصداقات (ناعمة) مع الجنس (الخشن).. *وتُفاجأ المعشوقة هذه - بُعيد ذلك - بأحد أصدقائها هؤلاء يصارحها بحبٍ قال إنه ظل مستتراً ل(انشغال المحل بحركة الحبيب الغاضب!).. *وعبثاً تحاول المحبوبة - بعد إدراكها خطأها - الرجوع إلى من قلبها معه دون أن تدري أنه قد أصبح من أنصار مقولة ( يخرب بيت الحب!) .. *وآخر (كفر) بالحب بعد أن أرهقته محبوبته - حسب قوله - بملاحقات هاتفية إلى حد (العبط!).. * فهي لا تميز بين كونه في اجتماع ، أو في مناسبة ، أو في المشفى، أو في الشارع ، أو حتى في (الدافنة!) .. *فهو إما أن يرد - في كل الأحوال - وإما أن يتعرض لأسوأ عبارات (السخف) عوضاً عن (اللطف) .. *وثالث كره كونه (منفتحاً) - وقد كان يُباهي بأنه عصري - بعد أن لم يعد يحتمل تكرار اسم الحبيب الأول على لسان حبيبته .. *فكل ما كان يقوم به من (فعل) تقارنه الحبيبة بما كان (يفعل) الحبيب الأول وكأنه غدا في نظرها هو (المرجعية العاطفية!) التي لا شذوذ عنها .. *ورابع طلق امراته التي (يهواها) بعد أن لم يعد عقلانياً (هواها!) .. *فهي باتت تغار عليه حتى من وجوه قارئات الأخبار - من الجنس اللطيف - في الفضائيات العربية .. *وكل مذيعة من (دول) أنفسهن لها زوجٌ يراها - بالتأكيد - (جنساً سخيفاً !!). بالمنطق - صلاح الدين عووضة صحيفة الأهرام اليوم