أطربني جدا مقال الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي (دافعوا عن وطن هيفاء وهبي).. المقال الذي اختارته لنا بعناية كما تنتخب وتختار قصيدها وأبيات شعرها.. الزميلة داليا الياس صاحبة الاندياح المقروء لدرجة الطرب والنشيد.. والجزائرية الروائية تصل إلى بيروت مع وصول الشاب الجزائري خالد إلى النجومية العالمية على إثر أغنيته (دي دي اه).. وفي صحبتها روايتها الأشهر (ذاكرة الجسد).. التي توارت وتدارت أمام سطوة (دي دي آه).. وتقول مستغانمي ابنة الثورة الجزائرية ربما إنها وصلت إلى المشرق في التوقيت الخطأ.. فالجزائر التي كانت تعرف ببلد المليون شهيد.. بلاد الأمير عبدالقادر وبن بلا وخديجة بوحيرد.. أضحت الآن بلاد الصبي خالد صاحب التأوهات.. وأطربني أكثر استدعاء مستغانمي لنداء استالين والنازيين على حصون موسكو وهو ينادي شعبه عبر المزياع: دافعوا عن وطن بوشكين وتولستوى.. وتضيف.. أخشى والحال هذه لو عاودت إسرائيل هجومها على لبنان أن نستيقظ على نداء: دافعوا عن وطن هيفاء وعجرم وأليسا وإخواتهن و.. و.. بالتزامن كنت - والحديث لصاحب الملاذات عليه من الله الرضوان - أشاهد حلقة أدبية مدهشة على شاشة قناة الجزيرة تتحدث عن سيرة الشاعر السوداني الأسطورة الفيتوري.. لدرجة أن منتج الحلقة قد صعد على تلة تأريخية شاهقة وهو ينادي على بلاد النيل والشمس والصحراء بمعزوفة (بلاد الفيتوري والطيب صالح) فحمدت الله أن أدبيات (كدا كدا يا الترلة قاطرها قندراني) لم تخرج على الملأ بعد لننجو بأعجوبة من ألقاب على شاكلة: بلاد تأوهات خالد الجزائري التي جبت ما قبلها من بطولات.. وأجد نفسي أشارك داليا قلقها.. إن نحن ذهبنا طويلا في مشروع صناعة بلد المليون مطرب على حساب بقية ضروب الأدب والفنون الأخرى الرصينة.. فإننا لا محالة ساقطون في وحل ترلاتنا وسقط متاع حفلاتنا و.. و.. غير أننا ولحسن حظنا أن ذاكرة الأمة من مشرق أليسا الراقص إلى مغرب الصبي الشاخص.. محملة ومنشطة بقصيد روضة وسبقها وجوائزها المحمولة شعرا، المطرزة أدبا وألقا.. إنه بحق وطن روضة الحاج محمد.. وطن القمرة والقماري.. وطن ودالمكي وسند: يا صيدل الليل المضاء.. لو زندها احتمل الندى لكسوت زندك ما تشاء.. ثوبا من العشب الطري.. وابرتين من العبير.. وخيط ماء.. و... ونحن نغزل هذا النسيج السوداني المدهش إذا بمريخ الأذكياء.. مريخ الشفيف جمال الوالي.. يضيف لسيرتنا الوطنية ومسيرتنا الكروية سطرا عصيا عزيزا جهيرا.. وكأسا متلألأً براقا.. نصبح بعده أكثر تأهيلا لأنشودتنا الوطنية الجديدة القديمة.. وطن النجوم أنا هنا.. وإذا افتخر الآخرون بكؤوسهم ورموزهم فليس أقل من أن نشهر في وجوههم لقب (وطن النجوم) والكؤوس الحمر والأماني الخضر والأشواق السمراء.. وكما لينين أصيح: أيتها الجماهير الوفية دافعي عن وطن النجوم والكؤوس والبطولات.. ملاذات آمنه - صحيفة اليوم التالي [email protected]