و اليك يا وطنى سلام من رحي السفر الطويل و اليك رغم الذبذبات وثيقة المجد الجليل يوما رأيتك فى المنام سماحة وضاحة بين النجوم و الليل يحملنى خيوطا للضياع وحيلتى و عزائى المحتوم أنت اذا أتت تسعى مهاويك التى قد اثقلتنى بالهموم لكننى لما لمحتك تائها ادركت اني لم تزل لى فى الزمان هنيهة تصحو اذا حضر الوفاق أسفى على الوجه الذى قد بات ينسج من ظلال المعتبين قميصه و يظل ما امتدت به الايام يحيا بالنفاق ان الذى هزم الرذيلة قد دنا أواه لاشمس سواك استشهدت و علت على السارى تردد أن من طرق الجوع مناديا بالعروة الوثقى مدد ..... يتوجس النجم الحزين مخافة بحر من الاحزان يهدر فى دمائى ظالما هذا الزمان و قاسيا هجر الحقيقة صاحيا كالدرب يستجدى خطاك فهل تعود مدافعا للحق عنوانا لماضيك الصمد الدهر ينشدك التداعى فاستمع لله قد ضربت خطاك وتيرتى دارت على عينىِ وجوهك زاخرات بالغشاوة متعبات بالذين تجرعوا كأس النزيف ... وهل اتاك حديث فرعون الذى قد عاش يمرح فى البلاد بكفه نعش الحقيقة شاهد الزمن المخيف الغيث غادر و الجياع اتوك يلقون السلام تحية فابسط لهم بيضاء تخرج غير سوء و احتمى بين النوافذ خلف زورقك المرابض عند شاطئك القديم ... لا لاتدعنى ها هنا فانا على الطيف اتكأت غصونك الملقات فوقى زاهيات بالنضارة بيد انّى لم تزل كفّى تنازلك احمرارا من لظى وجعى و احساسى بمقدمك الجرىء فعد لنا يا سارى الغيب المسافر للبعيد مع النسيم ايّان وعدك ان صدقت و اين حدسك ان هاتيك الديار منيعة و جدارها ذهب الغروب و عطرها زيت الاديم لك مارأيت و للجياع تحية للنار برد للمسافة خطوة للبحر رمل للحبيبة قبلة للظلم يا وطنى سلام للفقر حب و احترام ولاجل اطفال تربّوا فى زمان الهم بؤس و انقسام اثوابهم رمل البقاع عيونهم كالبرق لامعة يمزّقها الظلام و اذا بدأت فلا تقل للنار يا نار احملينى شعلة ان الذى سلك الطريق سينتهى قدرى اليك يعود من خلف المتاريس اقطفينى ياجراحات المدينة وردة فأنا رهينك يا بلادى كيفما قد شئت ابقي فوق صدرك جاثيا فاستقدمينى عندما يثب الطريق يوم تصطف النساء وكل اطفال المجاعة و العيون المدمعات و حرقة الالم العميق لتدك صرح العاديات و تنتهى بالحق عنوانا لنا و تقيم مجدا بالاصالة يقتدى و يظل للسودان عزا فوق عز قد رمته سنين بؤس أسود سقم سحيق يا هاديا شهدت عليه صحيفتى عد و انتظرنى عند شط الملتقى و أجلس كأنك شاعر الموت المحنَّط فوق ألسنة الحريق و لاجل أن تلقى وجوها كالحات بالضنى و لاجل أيتام على الارض انمحت آثارهم بالضعف و الوهن الممدد فى تجاويف العظام كأنهم أعجاز نخل خاوية متداعيات فى الصقيع و منهكات باللظى قطع من الاعياء ارهقها النحيب و هدها ضنك المعيش و حِدة الجوع الضرير على الديار الخالية يا مالك القصرين صحوتنا تهزك ان تساقط للصغار اوانيا و لحائفا اشلاؤهم روحى و اشعارى و صدق حقيقتى و الموت فى كنف البلاد هويتى و بطاقتى عنوانى الصحراء دارى صحوة الريح الجريئة فرحتى و بكائيا لا لا تسل عنى الزمان فلم يعد لى فى الزمان سوى مساحات انتمائى للفقير و للضرير و للذين تجرعوا سم الشقاء و اننى لك سوق ابقى داعيا يا خير من عرف الاديم تركت خلفك الفة البيداء ثكلى و الرمال وكل اوجاع الفيافى و التلال النائية ... و لسوف تنفجر السماء و يرعوىِ ذئب المدينة سوف تخرج للبلاد من البلاد رواسيا و الحب امطار السخاء تعود بالخير الجديد و بابتدار العافية يا أمتى وطن المبادىء اننا قسما سنحمل همنا هما بك و لأجل سعدك يا بلادى قد دنت كل النجوم اليك بالنور المشع و نحن جندك و المسيرة باقية و الريح و الاطفال و النيل الجريح سواسيا يتدافعون و يحملون جموعهم فالحق اما ان نعيش او الشهادة با بلادى آتية فالان نحن القادمون و تارة سندور حولك فاحتمى بشريعة الغاب التى قد راعها ان تصطفيك فهل ستدرك ما هى النار و الصحراء و الالم الدفين و كل اوراق الفجيعة و العيون الباكية يا قلبى السودان دارى و ازدهارى فلتعش لك كل ابراج القلاع متينة و لتحيا يا وطنى مجيدا عاليا [email protected]