عقد الاجتماع الدوري لمجلس خبراء القيادة الإيرانية، أمس الأربعاء، دون حضور رئيسه، آية الله محمد رضا مهدوي كني، الذي يرقد في غيبوبة منذ 20 يوما، بعد أن تم نقله إلى المستشفى عقب نوبة قلبية أصيب بها في 5 يونيو الماضي. وترأس الاجتماع نائب رئيس المجلس، آية الله محمود هاشمي شاهرودي، رجل الدين المقرب من المرشد الإيراني الأعلى، كرئيس مؤقت للمجلس. وكان مهدوي كني قد انتخب لرئاسة مجلس الخبراء في مارس 2011، خلفا لهاشمي رفسنجاني الذي مازال يرأس مجلس تشخيص مصلحة النظام. ويعد مهدوي كني، الذي يبلغ من العمر 83 عاما، من قيادات اليمين الأصولي، وهو أمين عام جمعية رجال الدين المناضلين، وقد شغل مناصب قيادية عدة منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية عام 1979. أهمية مجلس خبراء القيادة ويتكون "مجلس الخبراء" من 89 رجل دين بدرجة آية الله، مهمتهم الإشراف على فترة حكم المرشد الأعلى، وتعيين مرشد جديد في حال موته أو فشله في أداء واجباته الدستورية والشرعية. ويتم انتخاب هؤلاء الأعضاء بالاقتراع الشعبي المباشر، ولكن عمليا يتم تعيينهم من قبل المرشد الأعلى نفسه، حيث لا يتم ترشيحهم إلا بموافقة مجلس صيانة الدستور الذي يخضع لتعيينات ونفوذ المرشد مباشرة. ويقول محللون في الشأن الإيراني، إن مجلس خبراء القيادة يعد مؤسسة شكلية عمليا، ومهمته الأساسية تختصر في إضفاء الشرعية لوجود المرشد الأعلى، وبالتالي تحولت سلطة الإشراف على المرشد إلى أداة لتأييد أنشطته وتوطيد الولاء لقيادته. صراع على رئاسة مجلس الخبراء ويدور الصراع حاليا حول من سيخلف محمد رضا مهدوي كني، لرئاسة مجلس خبراء القيادة، في حال لم يستفق كني من الغيبوبة، مع أن الكثير من المراقبين يرون أن شاهرودي هو المرشح الأوفر حظا، نظرا لصلاته الوثيقة بالمرشد الأعلى علي خامنئي. وكان أحمد خاتمي، عضو هيئة رئاسة مجلس الخبراء، ومن أقطاب اليمين المتشدد، قد صرح أمس الأربعاء بأن "المادة 10 من النظام الداخلي تنص على أنه في حال استقالة أو وفاة أحد أعضاء هيئة رئاسة المجلس، سيصار إلى انتخاب بديل له في أول اجتماع يعقد". ومع احتمال وفاة مهدوي كني يتصاعد الصراع بين المحافظين (اليمين والأصوليين) الذين يؤيدون يزدي وجنتي من جهة، وبين الإصلاحيين والمعتدلين الذين يؤيدون هاشمي رفسنجاني من جهة أخرى، حول رئاسة مجلس خبراء القيادة.