محمد أحمد هوالاسم الكودي للشعب السوداني الذي ظل معروفا به على مر الأزمان والعهود،ولكن (الانقاذ) سامحها الله جعلتها ثلاثة، باضافتها لاسمين كوديين اخرين،هما عبدالدافع وفي رواية دفع الله، وقد نال المواطن السوداني هذا المسمى الكودي من كثرة ما ظل وما يزال يدفعه من رسوم وجبايات واتاوات وضرائب رسمية للحكومة عبر واجهاتها ومستوياتها المختلفة،واخر وأحدث هذه الأسماء الكودية هو عبد الصابر الذي استحقه الشعب السوداني عن جدارة، نتيجة صبره الذي طال واستطال على جلائط الانقاذ التي أورثته الشقاء والحالة (الشلش) و(التعب والأكل الكعب) كما يقول الساخرون، وقد بلغ صبر الشعب على الانقاذ أعلى سقوف الصبر، لدرجة لفتت كل الأنظار وأولها نظر القيادات الانقاذية نفسها، فطفقت تتباهى و (تتنبر) بذلك، قائلة وعلى لسان أكثر من نافذ فيها، ان الشعب قد صبر وصابر معها كما لم يصبر على غيرهم قط،واخر هؤلاء وزير المالية الذي نقل عنه قوله في برنامج مؤتمر اذاعي الذي أذيع يوم الجمعة الأول من أمس (نجاح البرنامج الثلاثي كان بفضل صبر الشعب لا السياسات)، وما قاله وزير المالية ومن سبقوه صحيح ونوافقهم عليه، ولكن السؤال هنا هو الى متى سيراهنون على صبر الشعب، أما لهذا الصبر من نهاية وحدود،الطرفة الشعبية تقول أن أيوب مضرب المثل في الصبر نفسه تخلى عن الصبر وأنشأ مصنعا للبوهيات، ونخشى على برامج وزير المالية التي تنجح بصبر الشعب وليس السياسات،من استهلاك الشعب لمخزونه من الصبر،فماذا يكون مصير هذه البرامج في هذه الحالة... كنت قد رويت لكم من قبل الطرفة القديمة التي تقول أن برقية عاجلة وصلت الى رئاسة الاتحاد السوفيتي (الذي كان عظيما) من رئاسة دولة من الدول التي كانت تدور في فلك موسكو وتعتمد عليها في كل شئ،على أيام أن كان يسود العالم ويسوسه قطبان تتمحور حولهما بقية دول الكون، والبرقية تقول ( نحن في أزمة..قف..ابعثوا لنا قمح بأعجل ما تيسر)، ردت موسكو ( القمح غير متوفر لدينا حاليا..قف..شدوا الأحزمة لحين توفيره لكم)،فبعثت هذه الدولة التعيسة برد عاجل على رد موسكو فحواه (اذن ابعثوا لنا الأحزمة) ، وعطفا على هذه الطرفة يبقى من الخطل والخطأ القاتل أن «ينوم وزير المالية على الخط» اعتماداً على صبر الشعب وقوة احتماله للأزمات والضربات لانجاح برامجه،فمهما طال الزمن فلا بد أن ينفد هذا الصبر ان ما زال في قوس صبر الشعب منزع،فما تراه فاعل، الرأي عندي وطالما أن الأمر أمر صبر، يبقى لزاما على وزير المالية على طريقة الطرفة أن يمد الشعب بجرعات اضافية من الصبر لضمان نجاح ادارته للاقتصاد... بشفافية - صحيفة التغيير حيدر المكاشفي